ماهي كيفية الوضوء وماذا يقال فيه ؟ وحكم الأذكار التي تقال عند الوضوء ؟

الزيارات:
14423 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماهي كيفية الوضوء وماذا يقال فيه ؟ وهل قول بعض الناس : اللهم بيض وجهي يوم تبيض الوجوه ، وقولهم : اللهم أعطني كتابي بيميني فرحاً مسروراً إلى غير ذلك ثابت أم غير ثابت ؟
نص الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :

فكيفية الوضوء تؤخذ من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ "‏ [ سورة المائدة : آية 6 ] .
وفي الصحيح من حديث عبدالله بن زيد ، ومن حديث عثمان رضي الله عنهما والمعنى متقارب ، أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن توضأ كفأ من الإناء على كفيه فغسلهما ثلاثاً ، وعند الإبتداء تقول : بسم الله ، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : < لاوضوء لمن لم يذكر أسم الله > .
ثم تعمل ماسمعت ، وهو أن تكفأ من الإناء على يديك ثلاث مرات وتغسلها ثلاث مرات ، وبعدها تتمضمض وتستنشق فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - تمضمض واستنشق ، وقال للقيط بن صبرة : < وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائماً > ، وتغسل وجهك ثلاث مرات ، وحده من منابت الشعر ، واللحية أيضاً تتخلل ، فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه كان يخلل لحيته ، وإن كان الإمام أحمد بن حنبل يقول : لم يثبت في اللحية شيئ ، فلعله عنى لم يثبت شيئ بمفرده ، ولايمنع أن الأحاديث بمجموع طرقها تكون صالحة للحجية ، وبعد غسل الوجه تغسل يديك إلى المرفقين ، والمرفقان تغسلهما أيضاً ، لأنه جاء عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه غسل يديه حتى شرع في العضد ، ثم تغسلهما ثلاثاً وهو الأكمل ، وإن اكتفيت بواحده فهذا جائز ، ثم بعد هذا تمسح رأسك ، وتفعل ماجاء في حديث عبدالله بن زيد رضي الله تعالى عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بدأ بمقدم رأسه أي وضع يديه على مقدم رأسه ، حتى ذهب بهما إلى القفا ، ثم ردهما إلى الموضع الذي بدأ منه ، وأيضاً تمسح أذنيك ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : < الأذنان من الرأس > وهو بمجموع طرقه صالح للحجية ، ومسح الأذنين أن تمر الإبهامين من على الأذنين ثم تدخل الأصبعين في الأذنين ، والأذنين من الرأس ، وبعد هذا تغسل قدميك إلى الكعبين ، تغسلهما ، وتسبغ الغسل في جميع الوضوء ، فقد روى الإمام مسلم في صحيحيه عن عمر رضي الله تعالى عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : < من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء > ، والوضوء يعتبر نعمة من الله عز وجل أنعم بها على عبده ، فإنه يعتبر مطهراً للذنوب ، فقد ثبت في الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : < إن العبد إذا غسل وجهه خرجت خطاياه من عينيه أو من أشفار عينيه ، وإذا غسل يديه خرجت خطاياه من أنامله ، وإذا غسل رجليه خرجت خطاياه حتى تغفر - أو بهذا المعنى - خطاياه > .
وثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : < ألا أدلكم على مايمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات > قالوا : بلي يارسول الله ، قال : < إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة > أو بهذا المعنى .

وثبت أيضاً في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : > إذا توضأ العبد المسلم فأحسن الوضوء ثم أتى إلى المسجد لايخرجه إلا الصلاة ، لاينهزه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ، فإذا دخل المسجد لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، اللهم تب عليه - أي تقول الملائكة هذا - ولايزال في صلاة ما انتظر الصلاة > .

أما الأذكار التي كنا نقولها ، وهي عند غسل الوجه ، وهي اللهم بيض وجهي يوم تبيض الوجوه ولا تسود وجهي يوم تسود الوجوه ، وعند غسل اليمين ، اللهم أعطني كتابي بيميني فرحاً مسروراً ولا تعطني كتابي بشمالي فرحاً مغروراً ، وعند أيضاً مسح الرأس ، أيضاً نقول ذكراً لا أذكره ، وهكذا مسح الرقبة اللهم آمن رقبيتي من الغل إلى آخره ، وعند القدمين اللهم ثبت قدمي وقدم والدي على صراطك المستقيم ، هذا لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وقد ذكر هذا علامة اليمن محمد بن إسماعيل الأمير في كتابه سبل السلام ، وذكره أيضاً النووي - رحمه الله تعالى - وله أسانيد باطلة ، كما ذكرها الحافظ في تخريجه الأذكار للنووي ، وله أسانيد كثيره ولكنها باطلة لاتثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فهذه هي كيفية وضوء رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بحسب ما أستحضره ، وأنصح الأخ السائل أن يقتني كتاب بلوغ المرام ، ويقتني أيضاً كتاب سبل السلام للصنعاني ، ويقتني أيضاً كتاب نيل الأوطار للشوكاني ، فهذه الكتب بحمد الله أتت بصفة وضوء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على التمام ، والحمد لله .

أما الرقبة فلم يثبت فيها شيئ عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أما الشوكاني في نيل الأوطار فبعد أن بين أن الحديث ضعيف في غاية الضعف قال : ولا بأس من العمل به ، وهذا لايثبت ، فمسح الرقبة ليس ثابتاً عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

أما مسح الرأس واحدة كما شرحنا ، وهو أن يبدأ بمقدم رأسه ثم يذهب بها إلى القفا ثم يردها إلى المكان الذي بدأ منه ، وله كيفية أخرى ، وهي مسح الناصية والإكمال على العمامة كما في < صحيح مسلم > ، وأخرى وهي : المسح على العمامة كما في < زاد المعاد > .

----------------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل : ص 28 إلى 30 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف