هل المعاصي كفر ؟

الزيارات:
3451 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " ، وقد رأينا جماعة يحكمون على الزاني بهذا الحديث أنه كافر خارج عن الملة ، ولهم في ذلك أدلة ، وهم في الجدل لا يفترون فوضحو لنا جزاكم الله خيراً هل المعاصي كفر أم هناك معاصي لا تنفي الإيمان بكامله ؟
نص الإجابة:
هذا السؤال قد تكلمنا عليه غير مرة ، وخصصناه بخطبة في مسجد النزيلي ؛ لأن جماعة التكفير يعتبرون طائفة من الخوارج ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قال لأخيه المسلم يا كافر فإن كان كما قال وإلا رجع عليه " .
وعلماؤنا المتقدمون اهتموا بهذا الأمر ، فالإمام البخاري يبوب في صحيحه ويذكر أن المعاصي لا تبلغ الكفر ، وأن قتل النفس لا يبلغ الكفر ثم يستدل بحديث أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال للنسوة : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " قيل ولماذا يا رسول الله ؟ قال : " يكفرن " قيل أيكفرن بالله ؟ قال : " يكفرن العشير " وإلى آخر الحديث .

نريد أن ننتقل إلى شيئ آخر وهو أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول واستدل به البخاري : " المسلمان إذا التقيا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " ، وقال أيضاً : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ، وقال : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، فكيف الجمع بين هذا وذاك ؟ .
هذا إذا كان يستحل قتل المسلم ، ويقاتله لأنه مسلم فهو يعتبر كافراً ، أما إذا استزله الشيطان فهذا إثم عظيم .

وقد استدل البخاري بلفظه انظروا إلى فقه الإمام البخاري " المسلمان إذا التقيا " لفظة : ( المسلمان ) دليل على أنهما باقيان على إسلامهما ، وأيضاً استدل بقول الله عز وجل : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ " [ الحجرات : 9 ] شاهدنا من الآية وشاهد الإمام البخاري قبلنا من الآية قوله تعالى : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا " فسماهم مؤمنين .

فجماعة التكفير التي كانت موجودة بمصر نبشركم بأنها قد أصبحت خاملة ، ولو أنكم يا أهل السنة قمتم بواجبكم لذابت جماعة التكفير ، ولذابت الشيوعية ، ولذابت البعثية ، ولذابت الناصرية ، لو قمتم بواجبكم نحو الدعوة إلى الله ، فعند انتشار الخير والنور تذوب تلكم البدع .
وإنني أنصح أخي السائل حفظه الله تعالى لأن الصوت لا يساعدني أن أذكر ما أريده ، ولكنني أنصحه أن يرجع إلى كتاب الإيمان من < صحيح البخاري > ، وكتاب الإيمان من < صحيح مسلم > ، وكتاب < الإيمان > لابن ابي شيبة ، وكتاب < الإيمان > للقاسم بن سلام ، وكتاب < الإيمان > لابن مندة ، فعلماؤنا اهتموا بهذا غاية الاهتمام .

هذا وإنني أعتذر لإخواني وإن كنا دعوناهم بأن تكون المحاضرة باسمي فأنا والله مرهق ما استطيع أن أتكلم ولا أخطب ، وقد سمعت من إخواني في الله الخير الكثير ويعلم الله أن الذي سمعته منهم لا استطيع أن أعبر عنه ، وأريد أن أتكلم معكم إلى أن أموت لكن ربما أنه يضرني الكلام فلا يحصل موت .
أريد أن أتكلم معكم يا أهل السنة ، فإنني أحبكم بقلبي ، يعلم الله سبحانه وتعالى ، وما يحيا قلبي وينشرح صدري إلا إذا كنت بين إخواني أهل السنة بارك الله فيهم .

------------------
راجع كتاب : ( إجابة السائل ص 528 - 530 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف