بما أن الشعب اليمني عاش تحت التشيع والتصوف فكيف بدأتم الدعوة وكيف حصدتم هذه النتائج المثمرة ؟

الزيارات:
3429 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
بما أن الشعب اليمني عاش تحت التشيع والتصوف فكيف بدأتم الدعوة وكيف حصدتم هذه النتائج المثمرة ؟
نص الإجابة:

نعم، الأمر كما يقول الأخ، الشعب اليمني عاش تحت وطأة التشيع ووطأة التصوف، والقليل الذي هو متمسك بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لقد دخل التشيع إلى اليمن من القرن الثالث واعتبرها المؤرخ الجعدي صاحب «طبقات فقهاء اليمن» فتنة دخلت إلى اليمن، ثم لم يزل التشيع إلى أعوام قريبة حتى من تظاهر بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- استحلوا دمه، فذلكم محمد بن إبراهيم الوزير -رحمه الله تعالى- بعد أن كان يجله أساتذته وكانوا يجهلونه، فلما تظاهر بالسنة كتب شيخه رسالة يفند ما ذهب إليه، وأجاب عليه بكتابه «العواصم والقواصم» وبكتابه «الروض الباسم» فكان من جملة ما قال يبين لنا حالته بسبب تمسكه بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبسبب تحامل أعداء السنة عليه، يقول وهو يفر بدينه من شعب إلى شعب ومن واد إلى واد:

فحينا بشعب بطن واد كأنه
حشا قلم تمسي به الطير تصفر
وحينا بطود تمطر السحب دونه
أشم منيف بالغمام مؤزر
هنالك يصفو لي من العيش ورده
وإلا فورد العيش رمق مكدر
فإن يبست ثم المراعي وأجدبت
فروض العلا والعلم والدين أخضر
ولا عار أن ينجو كريم بنفسه
ولكن عارا عجزه حين ينصر
فقد هاجر المختار قبلي وصحبه
وفر إلى أرض النجاشي جعفر

كانت القراءة في كتب السنة جريمة لا تغتفر، ولسنا بصدد القصص فقد ذكرنا شيئا في شريط «المذهب الزيدي مبني على الهيام»، لسنا في سبيل القصص التي حدثت لعلماء السنة بسبب تمسكهم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، إذا قالوا: فلان سني فكأنهم قالوا: فلان يهودي.

ثم بعده أيضا صالح بن مهدي المقبلي ومن ذكر حصل لهم من الأذى ما الله به عليم، فالحمد لله خاب أعداؤهم وانتشرت سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وانتشر أيضا علمهم، انتصر علم هؤلاء الأئمة الذين قاموا بالدفاع عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

أما بدء الدعوة هاهنا فإننا قدمنا إلى قومنا غرباء عند القريب والبعيد، فذاك يرى أنني إذا وضعت يدي اليمنى على يدي اليسرى في الصلاة أن صلاتي باطلة، وآخر إذا سمع مني أنني أقول: أن الهادي لا ينفع ولا يضر مع الله؛ يرى أنني أبغض أهل بيت النبوة، وآخر أيضا إذا وجد عندي «صحيح البخاري» أو «صحيح مسلم»؛ يقول: هذا وهابي قد انحرف عن أهل بيت النبوة، وبقيت ما شاء الله تارة ببلدي وأخرى بصنعاء وأخرى في ذمار أتنقل وأزور طلبة العلم وأهل السنة، ولا أستأنس إلا إذا كنت بين أهل السنة، أما في بلدي فيا لله يالله من ضيق يتوالى علي وأنا في بلدي، والسبب في هذا ما ذكر، لا يدري طالب العلم أيواجه العامة الذين لا يفقهون عن دين الله شيئا؟ أم يواجه المتمذهبة، أم يواجه غلاة التشيع؟ إلى غير ذلك، وهناك أيضا من يدفع هذين الصنفين وهم الشيوعية والبعثية والناصرية فإنهم يكيدون للإسلام من تحت الستار ولا يستطيعون أن يرفعوا رءوسهم لأنهم في بلد مسلم.

فبدأت بحمد الله بتعليم القرآن، وبعد ذلكم الأحاديث: أحاديث في فضل اليمن وفي فضل أهل بيت النبوة وفي فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لأنهم يقولون أن أهل السنة لا يحبون رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا يحبون أهل بيت النبوة، وهكذا يرمونهم بالعظائم، فأردنا أن نبرهن لهم أنهم كاذبون في هذه الفرية وأن أهل السنة يحبون أهل النبوة حبا شرعيا ويحبون النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حبا شرعيا وينزلونه المنزلة التي أنزله الله إياها، وهكذا المنزلة التي أنزل نفسه إياها، فقد روى البخاري في «صحيحه» عن عمر رضي الله تعالى عنه عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم -عليه السلام- فإنما أنا عبد الله ورسوله» وجاء أيضا في «المسند» وفي «السنن» والمعنى متقارب من حديث عبدالله بن الشخير ومن حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «لا ترفعوني فوق منزلتي» ومن حديث عبدالله بن الشخير أنهم قالوا أي الوفد: أنت سيدنا. فقال: «السيد الله تبارك وتعالى» قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا. فقال: «قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان». فأهل السنة ينزلون النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منزلته.

وأذكر عند أن كنت بتلك الوحشة، في هذه البلد وعندنا مسجد من الطين وبرك مسقف والحمد لله، زارني رجل فاضل وقد قتله الشيوعيون -رحمه الله تعالى- وهو الأخ مرشد الكبودي، فعند أن رأى تلكم الحالة لا أستطيع أن أصفها لكم، كان يقول:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا؟!! ليوم كريهة وسداد ثغر

لأنه كان يعرفني من مدينة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فكأني لم أسمع أخي في الله مرشد الكبودي وكأنه لم يعنني والحمد لله، بعدها بحمد الله صار أهل العلم والدعاة إلى الله يأتون إلى هنا ويزوروننا، ذاك من أرحب، وذاك من حاشد، وذاك من آنس، وذاك من عنس، وذاك من صنعاء، وذاك من تعز، وذاك من السودان، وذاك من مصر، وذاك من بلجيكا…الخ

أخبرني شخص يقول: كنت في السيارة وهناك اجتماع عندكم في دماج، وأنا في السيارة فإذا اثنان يتحدثان من أهل دماج عند أن رأوا الجمع الكثير وطلبة العلم وإذا هما يقولان: لقد ظلمنا مقبلا، هكذا إخواني في الله عند أن رأوا طلبة العلم يفدون. الآن أهل البلد بحمد الله سنيهم وشيعيهم -أعني أهل دماج- يحبون الدعوة، على أنه ليس هناك في دماج أحد نستطيع أن نقول إنه شيعي، اللهم إلا واحدا ليس له أثر، وإلا فهم عامة مساكين أتباع كل ناعق، كل يوم وهو يتراجع اثنان أو ثلاثة والله المستعان.

فالحمد لله الآن أهل دماج مستجيبون للدعوة ومستعدون لمناصرة الدعوة، ويكرمون من أتى إليهم ويصبرون على من أتى إليهم من طلبة العلم، فجزاهم الله عن الدعوة خيرا والحمد لله الذي وفقهم لهذا.

------------------
التفريغ منقول من رسالة مقتل جميل الرحمن للشيخ رحمه الله

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف