نصيحة قيمة وشاملة للمسلمين والدعاة إلى الله

الزيارات:
10702 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
نريد نصيحة عامة للدعاة إلى الله والشباب المسلم وياحبذا لو أطلت فيها وأطنبت ؟
نص الإجابة:
أما نصيحتي للدعاة إلى الله فإنني أنصحهم بالإخلاص لله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " .
وقال سبحانه وتعالى : " ألا لله الدين الخالص " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى " .

وأنصحهم بالتفقه في دين الله ، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين " ، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " .

وأنصحهم أيضاً بجمع الكلمة .
اعلموا بارك الله فيكم : أن أعداء الإسلام لا يخافون من دباباتنا معشر المسلمين .
ولا من طائراتنا .
ولا من مدافعنا .
ولا من رشاشاتنا ، فعندهم ما هو أكثر وأكثر وأكثر مما عندنا ، لكن يخافون من الإسلام ، ويخافون من المتمسكين بهذا الدين ، من أجل هذا فهم يحرصون غاية الحرص على التفرقة بين المسلمين ، وخصوصاً الدعاة إلى الله ، الذين منزلتهم رفيعة ، والذين يعتبرون سادة وقادة ، كما يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " .
أنصحهم بجمع الكلمة ، وينبغي أن يعلموا ويتأكدوا أن هناك من يسعى في التفرقة بين المسلمين ، شياطين أنس .

الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن بالتحريش " ، هناك شياطين أنس يسعون بالتحريش بين الجماعات .
واعلموا أنه لا يتم جمع الكلمة على مذهب الشافعي أن يكون الناس شافعية ، ولا على مذهب الحنبلي ، ولا على المذهب الحنفي ، ولا على المذهب المالكي ، ولا على المذهب الصوفي ، ولا أن يكونوا أيضاً تبعاً للإخوان المسلمين ، ولا أن يكونوا تبعاً لجماعة التبليغ ، هذا لا يتيسر ، ولا يتم به وفاق ، الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وما اختلفتم فيه من شيئ فحكمه إلى الله " ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " .

ويجب علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن نتنازل عن سلطان الدنيا ، وعن الكراسي هذه التي أصبحت فتنة لرؤساء الجماعات ، بعض الجماعات مستعد يضحي بالإسلام ، ولا يتنازل ويتفاهم مع إخوانه ، ويترك هذه التسمية التي فرقت بين المسلمين ، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلام طيب في ( مجموع الفتاوى ) لعله في كتاب الجهاد من ( مجموع الفتاوى ) لا أذكر رقم المجلد ، ولكن حسبه أن يعلم أنه في كتاب الجهاد ، لو دريت أني سأسأل عن هذا لأخذت فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية فإنها فيها كلاماً طيباً على الحزبيات ، هذه الحزبيات التي فرقت المسلمين " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " .

أنصح إخواني - قبل أن أنسى - جميعاً بمراجعة ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية فاكتبوه جزاكم الله خيراً كتاب الجهاد من الفتاوى ، وإن شاء الله نكتبه في بعض كتبنا لتكون الفائدة أعم ، فجزى الله شيخ الإسلام ابن تيمية خيراً .

أنا أسألكم يا إخواننا :
هل كان البخاري حزبياً ؟!
هل كان الإمام أحمد حزبياً ؟!
هل كان عبدالله بن المبارك حزبياً ؟!
هل كان الإمام مالك حزبياً ؟!
هل كان سعيد بن المسيب حزبياً ؟!.
نحن أمة مسلمة يجب أن نكون حزباً واحداً ، الناس ينقسمون إلى حزبين : إلى حزب الرحمن ، وحزب الشيطان ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " .

لو تمكن الشيوعيون لسحبونا بهذه اللحى ، كما فعلوا بأهل العلم بعدن ، زارني أخ في الله من حضرموت أو من عدن ، ثم سألته من أبرز العلماء هنالك ؟ قال : لم يتركوا أحداً ، لا تسألني عن هذا ، ما ترك الشيوعيون أحداً ، وقضوا عليهم في ليلة ويوم ، وإلا يمكن يهرب العلماء ، لكن قضوا عليهم في ليلة ويوم .

هكذا يجب أن نتقي الله ونتحد ، وحذار حذار من النفير عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أو عن أهل السنة ، أهل السنة ليسوا حزباً مبتدعاً ، فاقرءوا كتاب الصابوني رحمه الله تعالى ، وأعني بالصابوني أبو عثمان الصابوني رحمة الله ، كيف ذكر أهل السنة ، وأنهم هم أهل الحديث ، وتارة يعبر عنهم بالسلف ، وهكذا أيضاً جرت في كلام الإمام أحمد ، وفي غيره منذ ظهرت البدعة ، ولو كنا نعلم أنه حزب لتبرأنا منه الآن .

أهل السنة لا يأخذون العهد ولا البيعة ، من جاء يدرس درس ، وبعض الأوقات يذهب ولا ندري ، ولسنا نحكم على أنه ليس بسني إلا من أتى هاهنا ، لا ، لا ، من تمسك بالكتاب والسنة ولو لم يعرفنا ولم نعرفه ، فهو من أهل السنة ، فلسنا نتحجر واسعاً ، فأهل السنة بحمد الله ليسوا دعاة فتنة ، وليسوا دعاة حزبية ، وليسوا دعاة ثورات وانقلابات ، دعاة إصلاح ، فالذي ينفر عنهم إنما ينفر عن الدين ، الذي يقول هذا الزمان ليس وقت تصحيح الحديث وتضعيفه ، وليس وقت هذا ثقة وهذا ضعيف إلى غير ذلكم .

يا سبحان الله شغلتم أنفسكم بالتمثيليات ، وشغلتم أنفسكم بالكرة ، وشغلتم أنفسكم بالجرائد والمجلات ، ثم تعيبون على إخوانكم ، يجب أن نكون منصفين ، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .

فلنتعاون جميعاً على البر والتقوى ، وبحمد الله الجو ميسر لنا معشر اليمنين في الدعوة إلى الله ، يجب أن ننبذ هذه الحزبيات ، ويجب أن نسن لإخواننا الآخرين سنة حسنة ، ما أحلاها أن يعلم الناس كلهم أن اليمنيين قد أصبحوا أهل دعوة واحدة ، يدعون إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا ذاك رئيس ، ولا ذاك عميد أعني من الدعاة إلى الله ، ولا ذاك مما خططه سعيد حوى المنحرف المبتدع في كتابه ( المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين ) تخطيط رهيب فيه إساءة إلى الدعوة ، وفيه إساءة إلى الدعوات ، يجعل حكام المسلمين يتربصون بالدعاة إلى الله الدوائر لأنهم يتوقعون متى يثبون عليهم ، قد أصبح عندهم رئيس ، ومرشد ، وعميد إلى غير ذلكم ، أصبحت إساءة إلى الدعوة إلى الله والله المستعان .

------
راجع كتاب المصارعة : ( ص من 92 إلى 98 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف