الرد على فتاوى بعض الأزهريين المخالفة ؟

الزيارات:
4146 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
هناك بعض الأزهريين من حزب التجمع العربي جاءت بهم الدولة من مصر باسم الدعوة والارشاد ، وذلك تنسيقاً مع وزارة العدل والأوقاف لدى الدولتين ، فلما داءوا أذاعت الحكومة في التلفاز وأصدرت المجلات ترحب بقدومهم ، وبدأوا بالمساجد ظانين أنه ليس هناك شاب واع يعرف دينه ، وعنده حمية عليه ، فلما بدأوا بالكلام في المساجد أنكر عليهم الشاب ماجاءوا به فتركوا المساجد ، واتجهوا إلى التلفاز ، والصحف ، والكليات ، وبدأ في أول يوم من رمضان ، وكان أول مواضيعهم إباحة الغناء ، وأتوا بهذا الكلام بعد أن أتوا بفضائل الصيام ، واستدلوا الأدلة التالية : حديث أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان عنده جاريتان ينشدان ، والدليل الثاني أن الشافعي كان يستمع الغناء فجاء تلميذه فقال : أنت تسمع الغناء يا شافعي فقال : اسكت إن قلبك قاسي وقالوا : إنه ثبت عن ابن عباس أنه كان يسمع الغناء ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..

أما بعد : قد كنا تكلمنا في شريطين ، وذكرنا حديث رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - المتفق عليه : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " فهؤلاء الملاحدة عند أن رأوا الصحوة الإسلامية بعدن وبحضرموت وبيحان وغيرها من المدن ومن المحافظات راعهم ذلك واستوردوا ملاحدة آخرين ، فإن حزب التجمع يعتبر اشتراكياً والاشتراكية هي عتبة الشيوعية ، يقول الله سبحانه وتعالى : " أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خيرٌ مما يجمعون " .

عند أن وجدوا الصحوة الإسلامية أتوا بزنادقة العلماء ليضلوا الناس ، وصدق النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذ يقول : " أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " أخوف ما أخاف عليكم منافق عليم اللسان " ، والفتوى شأنها عظيم لا نغتر بصاحب طاقية حمراء ، ولا بصحاب لحية طويلة ، ولا بذي بيان ، بل لا بد أن نعرف أن الشخص يخاف الله ويتقيه وأن لديه علماً .

والفتوى بغير حق تعتبر تطاولاً على الله عز وجل وهي معادلة للشرك يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " ، ويقول سبحانه وتعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب " ، ويقول سبحانه وتعالى : " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيحين ) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه ، ولكن يقبضه بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .

أولئكم الملاحدة سواء كانوا من الذين دعوهم أم من المدعوين أين هم ، وأين فتواهم عند أن كانت الجثث تلقى في الشوراع بعدن ؟ ، وعند أن كان المسلمون يتخطفون من بيوتهم ؟ ، وعند أن كانت تنتزع أموالهم ؟ أين فتاوى الملاحدة ؟ ، ولو لبسوا الكوافي الحمر ، فهم يعتبرون جاهلين ، الذي لا يعمل بعلمه يعتبر جاهلاً ، يقول الله سبحانه وتعالى مبيناً أن الذي لا يعمل بعلمه يعتبر جاهلاً : " ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " فأثبت لهم العلم في أول الآية ، ونفاه عنهم في آخرها لأنهم لم يعملوا بعلمهم ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم " ، ويقول سبحانه وتعالى : " يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون " ، ويقول سبحانه وتعالى محذراً من علماء السوء سواء أكانوا يمنيين أم جزائريين أم مصريين أو سودانيين من أي بلد يقول سبحانه وتعالى في شأن أهل الكتاب : " يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " ، ويقول سبحانه وتعالى : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث " ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " أكثر منافقي أمتي قراءها " .

فنقول لإخواننا الشباب العدني وغيرهم : كفى ، كفى ، يجب أن نحذر من هؤلاء الملاحدة والزنادقة الذين يريدون أن ينقلوا المجتمع المسلم من روسيا إلى أمريكاَ ، فيجب أن نخذر منهم ، ومن وسائل إعلامهم ، ولله در الشباب الذين وقفوا في وجوههم في المساجد فإن هذا من إنكار المنكر ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .

بعدها بعض الأزهريين أصبحوا ضائعين مائعين إذا رأيت رجلاً مرتدياً للجبة تسحب الأرض ، يحلق اللحية ، وهكذا يتشبه بأعداء الإسلام ، فأعلم أنه ممسوخ العقيدة ، ولقد أحسن محمد رشيد رضا في هذا إذ يقول : الأزهريون عوام فسدت فطرتهم، وليسوا كلهم كذلك ففيهم من به غيره على الدين ، ومن هو خير من محمد رشيد رضا ، وجمال عبدالناصر لا رحمه الله تعالى ، عند أن أراد أن يغير القانون بمصر ، ويغير الدين بمصر قيل له : إن الأزهريين سيقفون أمامك ، قال : إن الأزهري يبيع الدين بدجاجة .
والحق أن الأزهريين ليسوا كلهم كذلك ففيهم من فيه غيره على دين الله ، وليس كلام الملحد جمال عبدالناصر حجة عليهم ، فهؤلاء قد فسدوا في بلادهم ثم يريدون أن يأتوا ويفسدوا بلدنا التي أثنى عليها النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " الإيمان يمان ، والحكة يمانية " ، وإنني أتفاءل بنهضة إسلامية بعدن ليس لها نظير لأنهم قد ذاقوا مرارة الشيوعية نحو سبعة وعشرين سنة ، فهم الآن يعرفون عن الشيوعية ما لا يعرفه أصحابنا الذين يظنون أنا ستأتي وتقضي على الظلم ، فهم يعرفون الشيوعية ، وماذا عملت مع الشعب العدني بأن أذاقته سوء العذاب ، حاربت كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وحولت المساجد إلى معسكرات ، المهم أنها حاربت دين الله ، وجعلت المرأة ورفعتها فوق منزلتها ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم حاكياً عن امرأة عمران : " وليس الذكر كالأنثى " ، ويقول سبحانه وتعالى عند أن جعلوا له الإناث : " تلك إذاً قسمة ضيزى " .
المهم ما تركوا شعيرة من شعائر الإسلام إلا وطمسوها ، أظهروا الكفر البواح من إذاعتهم ، والآن تغتر بهم ويأتون لك لما رأوا أنهم لا يستطيعون أن يصارعوا الصحوة الإسلامية ، يأتون بأزهريين نخشى بعد أيام أن يأتوا لك بمعممين قد أرخوا الذؤابة من خلف واللحية تملأ الصدر ، ممكن الشيوعي يربي لحية ، وممكن أن يرتدي العمامة ، ويرتدي الرداء الإسلامي من أجل أن يضلك .
ثبت عن محمد بن سيرين كما في مقدمة ( صحيح مسلم ) وجاء مرفوعاً ولا يصح رفعه ، وجاء مروياً عن جماعة من السلف أنهم قالوا : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم ، فأنصح إخواننا الشباب العدني أنصحهم بالرحلة لطلب العلم ، وبالإقبال على طلب العلم ، وبتكوين مكتبات .

أما الأزهريون فعند أن نزلت مصر سألت شباباً عمره نحو خمسة عشر سنة ، ماذا عن الأزهريين " قال : فسقة ، فأقول : ليسوا كلهم كذلك ، وقال بعض إخواننا في الله : زرت الأزهر فوجدت الشر ، وزرت كلية الطب بالإسكندرية فوجدت الإسلام ، فالأزهر فسد ، أفسدة جمال عبدالناصر لا رحمه الله تعالى ، فلا تغتر بأزهري ولا تغتر بحزبي ، وأنصحهم أيضاً أن يبتعدوا عن الحزبيات ، هذه دعوة إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، دعوة الإخوان المسلمين مميعة مضيعة ، ودعوة جماعة التبليغ أيضاً مبتدعة ، فأنصحهم أن يقبلوا على العلم النافع ، هذه أبلغ كوني أنصحك أن تقبل على العلم النافع ، وأن تعرض عن الحزبيات ، أبلغ من أن أجيبك على بعض المسائل التي ستأتي ، لإن الخير كل الخير في كتاب الله ، وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
أما أن نبقى مزعزعين إن جاءنا أزهري ظننا أن معه الحق ، ربما يأتون لكم بشيعة من إيران من ذوي اللحى الطويلة ، والعمائم السود والبيض ، تنبهوا الدين يؤخذ من كتاب الله ، ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعن العلماء العاملين ، أما أولئك الملاحدة فينتهي ببعضهم الحال إلى أن يقطع الصلاة ، وإذا قام ينطح ويركض في خطبته ، فعليكم أن تأخذوا ديتكم من كتاب الله ، ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وأنصحكم إن كنتم مستطيعين أن ترحلوا إلى إخوانكم أهل السنة ، وأن تعرضوا عليهم الشبهات التي يلقيها الملاحدة من الإذاعة التي لا تزال على شيوعيتها وعلى إلحادها ، عليكم أن تتقوا الله ، وأن تتحولوا من ذلكم الظلام ، لا أقول من الشيوعية ، فإن كثيراً من الشعب أي الشعب الجنوبي بحمد الله ليسوا بشوعيين ، بل أكثر الشعب الجنوبي مسلمون يحبون الإسلام ، لكن كانوا في ضلام فينبغي أن يتحولوا من الظلام إلى النور ، وأن يتحولوا من البدعة إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

أما مسألة الأغاني ، الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( صحيح البخاري ) : " ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " المعازف هي آلات للهو والطرب ، والناس في شأن الأغاني بين إفراط وتفريط ، فالصحيح أنها تجوز في الأفراح والمناسبات لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رأى جاريتين تغنيان بما تهاجى به الأنصار يوم بعاث يعني كلام شجاعة وأشعار شجاعة ، كل طائفة تذم الأخرى ، وتفتخر في نفسها ، مثل هذا يجوز ، وأيضاً النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عند أن ذهبت عائشة إلى عرس قال : " ماذا معك يا عائشة فإن الأنصار يعجبهم اللهو " ، وأيضاً النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - استمع إلى جارية وهي تغني وتقول : أعد لها كبشاً في المربد ، ثم قالت : وفينا رسول الله يعلم ما في غد ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " لا يعلم ما في غد إلا الله ارجعي إلى ما كنت تقولين " ، فالأغاني التي لا تثير الغرائز الجنسية ، وليس فيها ذكر الخدود ولا القدود إلى غير ذلكم في بعض الأوقات ، ولا تحصل فتنة لا بأس ، لكن أغاني إذاعتنا أغاني فاسدة مفسدة لا يجوز الاستماع لها ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله " ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " .
فمسألة الأغاني أنصح بقراءة كتاب ( إغاثة اللهفان ) للحافظ ابن القيم فهو أحسن من تكلم على هذا لأنها أصبحت في زمانه عكازاً للصوفية ، الصوفية الذين أصبحوا يميعون ويرقصون في المساجد إلى غير ذلك ، فالحافظ ابن القيم استفاض في ( إغاثة اللهفان ) ، نعم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " صوتان ملعونان : صوت عند نعمة ، وصوت عند نقمة " ، وبعني بالصوت عند النعمة هي الأغاني ، وعند النقمة هي النائحة ، فالمسألة أن الناس تجاوزا الحد ، وإن هناك نغمات في الإذاعات ، وكلام سفيه لا يصدر إلا من سفهاء فمثل هذه الأغاني لا يجوز أن يستمع لها ، ثم أنت طالب علم ليس لديك وقت لاستماع الأغاني ، الأغاني للضائعين المائعين ، أما أنت فينبغي أن تشغل نفسك بذكر الله .
أما ما صح عن ابن عباس أنه استمع لأغاني أو صح عن الشافعي فأنا لا أعلمه صحيحاً ، وإن صح فهما ليس بحجة ، أو يحمل على الأغاني التي ليست بفاسدة مفسدة كأغاني زماننا والله المستعان .

سؤال : ما قلت استماع الأغاني بغير مزامير ؟
ج : تنبيه حسن ، نعم إن المزامير تعتبر محرمة وهي من المعزف ، وقد جاء في ( سنن أبي داود ) وإن كان أبو داود يقول : إنه حديث منكر فقد أعيى العلماء قول أبي داود لنظافة سنده ، ولا أعلم أحداً وافق أبا داود على هذا .
جاء أن عبدالله بن عمر كام ماراً فسمع زمارة فوضع إصبعيه في أذنيه ومضى قم قال لنافع : هل انقطعت الزمارة ؟ قال : نعم ، فقال : هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

----------------------
راجع كتاب المصارعة ص 243 إلى 250

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف