بعض الأزهريين أحلوا التلفاز وقالوا هي وسيلة عصرية حديثة متطورة لنشر الإعلام ؟

الزيارات:
3189 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
بعض الأزهريين أحلوا التلفاز وقالوا هي وسيلة عصرية حديثة متطورة لنشر الإعلام ؟
نص الإجابة:
أما التلفاز ففيه مفاسد عدة ، وقد كتب الشيخ محمد بن حميد رحمه الله كتابه عنه ليس لها نظير ، ويا حبذا لو وفق الله من ينشرها فهي مكتوبة في أوراق على آله كاتبة .

التلفزيون اشتمل على الصور ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة " ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أمر علي بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه ، ولا صورة إلا طمسها ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أبى أن يدخل حجرة عائشة حتى شققت القرام الذي فيه تصاوير .
والأحاديث في تحريم الصور متكاثرة لو لم يكن إلا ما رواه الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " يخرج من النار عنق له لسان ينطق ، وعينان يبصر بهما ، وأذنان تسمعان فيقول : إني وكلت بثلاثة : بمن جعل مع الله إلهاً آخر ، وبالمصورين ، وبكل جبار عنيد " أو بهذا المعنى .

فالتصوير يعتبر محرماً ، وهو أيضاً ممن فتن به من قبلنا كما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقد أخبر عن كنيسة في الحبشة ، وما فيها من التصاوير فقال : " أولئك شرار الخلق عند الله إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصورا فيه تلك الصور " .

ثم أيضاً بعد ذلك فيه الأغاني ، وقد تقدم الكلام عليها .

وفيه قلب الحقائق فلم يوضع التلفزيون ليعلم المسلمين دينهم ، وضع ليحبب الملوك والرؤساء إلى المواطنين ، وربما تجد فيه الفساد الكبير .

وفيه أيضاً النظر ، الرجل ينظر إلى المرأة إذا كانت امرأة تتكلم في التلفزيون ، أو المرأة تنظر إلى الرجل إذا كان الرجل يتكلم في التلفزيون ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة ، العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها المشي ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لجرير بن عبدالله كما في ( صحيح مسلم ) يقول : " اصرف بصرك " سأله عن نظر الفجأة فقال : " اصرف بصرك " ، فالنظر يعتبر سهماً مسموماً من سهام إبليس ، ولقد أحسن من قال :
كل الحوادث مبدؤها من النظر ***** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها ***** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
أسر مقلته ما ضر مهجته ***** لا مرحباً بسرور جاء بالضرر

فالنظر يعتبر مفسدة للقلب ، وواجب على كل مسلم أن يغض نظره ، ونحن ما نتوقع من الأزهريين أن يأتوا ويرشدونا إلى الخير ، نتوقع أن يضيعونا ، وقد كان لنا مشايخ في الجامعة الإسلامية منهم أناس أفاضل ، الحق أن منهم أناساً أفاضل ، ومنهم أناس مرتزقة يدور مع المادة كيف دارت ، ويتلون كيفما تحب الحكومة ، المهم أنهم أصبحوا آلة للدنيا ، وأفسدوا المجتمعات ، لكن الحمد لله ، أما عندنا فنبشركم أنهم قد أصبحوا يكرهون الأزهريين ، ويعرفون أنهم فاسدون مفسدون فيا أبناء عدن حذار احذروا من علماء السوء كما تحذرون من إبليس ، وهكذا احذروا من الحزبية فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " .

وجاء بيان هذه الواحدة أنها جماعة المسلمين ، كما في ( سنن أبي داود ) ، و ( مسند الإمام أحمد ) من حديث معاوية رضي الله عنه ، وأما ما جاء أنه : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " فإنه حديث ضعيف لأنه من طريق عبدالرحمن بن زياد بن أنعم ، والحاكم - وناهيك به تساهلاً - يقول : إن في سنده من لا تقوم به حجه ، فهذه الفرقة وإن كانت قليلة ينبغي أن نتمسك بها ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في ( الصحيحين ) من حديث معاوية والمغيرة بن شعبة يقول : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " وهذا الحديث يعتبر علماً من أعلام النبوة .
فإن أعداء الإسلام ، وإن عملاء أعداء الإسلام يكيدون للدعاة إلى الله ، ويكيدون للإسلام ، ويأبى الإسلام إلا أن يتفجر وينطلق ويشق طريقه فهذا الحديث يعتبر علماً من أعلام النبوة ثم إنه كما تقدم لا ينبغي أن نغتر بالكثرة فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وقليل من عبادي الشكور " ، ويقول سبحانه وتعالى : " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح : " إنه يقال : يا آدم أخرج بعث النار ، فيقول : يارب من كم ؟ ، فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين " فشق ذلكم على الصحابة رضوان الله عليهم ، وذكر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بقية الحديث ، فشاهدنا من هذا أنه لا ينبغي أن يغتر بالكثرة ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " .

فينبغي أن يستيقظ إخواننا وأن يرجعوا رجوعاً إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ليس هذا الزمان زمان لفلفة ، اللفلفة أنك تجمع من جماعة التبيلغ ، ومن الإخوان المسلمين ، ومن حزب كذا وكذا ، هذا الزمان زمان رجوع إلى الله عز وجل ، صحيح أن اليمن الآن يعتبر في أزمة لعلها تقارب أزمة علي بن الفضل ، لكثرة الفساد المقبل عليه ، والفتن التي تتوقع ، فالناس تحولوا من روسيا إلى أمريكاَ ، وأمريكاَ فاسدة مفسدة ، فالشأن كل الشأن الرجوع إلى الله عز وجل ، والإقبال على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى وإن بقيت وحدك على الحق فهذه تعتبر نعمة من الله عز وجل عليك وليس الأمر كما قلتم ، أنا قلت لكم من قبل : يسوءني جداً من زمن قديم منذ جئت إلى اليمن إذا تكلمنا في البدع ، أو تكلمنا في الصوفية ، أو تكلمنا في الشيعة ، أو تكلمنا في مفاسد الإخوان المسلمين ، أو منكرات الإخوان المسلمين ، أو تكلمنا في جماعة التبيلغ يقولون : ما هذا وقته ، أقول : هذا وقت البيان ، وهذا وقت الصدق ، ووقت الإخلاص ، فإنه لا ينجينا إلا الإخلاص ، والصدق مع الله سبحانه وتعالى .

---------------------------
راجع كتاب المصارعة ص 250 إلى 253

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف