ماذا يعمل الرجال الذين يسكنون بنجران بحيث وهم يضايقون بأوطانهم وما الواجب على المسؤولين بالحكومة ؟

الزيارات:
2953 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماذا يعمل الرجال الذين يسكنون بنجران بحيث وهم يضايقون بأوطانهم وما الواجب على المسؤولين بالحكومة ؟
نص الإجابة:
الواجب عليهم أن يعملوا في حدود ما يستطيعون ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وأن يدعو دعوة سرية في حدود ما يستطيعون ، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون في مكة لأنها بلد كفر والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يخبر أنه : " فرق بين الناس " أي هو يفرق بين القريب وقريبة ، فهم يدعون في حدود ما يستطيعون ، ولوط يقول : " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد " ، وإن كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح : " رحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد " .
وعلى كلٍ فإذا خشوا على أولادهم أو على أنفسهم من الفتنة فلهم أن يتحولوا إلى بلدة أخرى ، والحمد لله أرض الله واسعة : " إن الذين توافهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم
كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ".

وفرج الله قريب ، وإذا قمنا وقام الإخوان هنالك بالدعوة إلى الله في حدود ما يستطيعون فالحمد لله كما قلنا لكم أن الدين دين المكارمة مبني على التلبيس ، وعلى الخداع فهو أسرع ما ينهار ، أسرع ما ينهار ، قد انهارت الشيوعية وكانت ذات صولة وجولة فإنهارت من الناحية الاقتصادية ، فهكذا أيضا ذلكم المذهب لو حصل عزم وقوة إيمان يمكن أن ينهار في أسرع وقت ، وعلى كل الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، احرض على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجزن " .

فعلى الإخوة العاملين هنالك أن يتآخوا وأن يتزاوروا ، وأن يتصلوا بالمسؤولين ، لكن يا إخواننا المسؤولون في جميع البلدان الإسلامية يهمهم أن يبقى الناس على ما هم عليه ما تحصل يعني فوضى ولا يحصل قتل وقتال ، ولا يبالون أأسلم الناس أم كفروا ، فإلى الله المشتكى ، فما بقي يعمل للإسلام إلا من يهمه أمر الإسلام ، وهم الدعاة إلى الله ، وهم أيضا المسلمون في جميع البلاد الإسلامية .

فننصحهم أن يتزودوا من العلم النافع ، وإن استطاعوا أن ينتقلوا من البلاد فعلوا فيستطيعون أن ينتقلوا من البلاد حتى يجعل الله سبحانه وتعالى فرجا ومخرجا ، والله سبحانه وتعالى يقول : " إن مع العسر يسرى " ، ويقول الله سبحانه وتعالى : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " ، ويقول الله سبحانه
وتعالى : " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا " .

فأنتم إذا صبرتم فالعاقبة لكم ، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا " ، فالعاقبة لكم إذا صبرتم ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ومن يتصبر يصبره الله " ، فأنتم إذا تصبرتم وصبرتم : " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " .

فلا بد من صبر على الشدائد ، وصبر على المصائب ، على الدين ، وصبر عن المعاصي ، أما أن الشخص يريد أن يتمسك بالحق ثم لا يؤذى هذا لا يكون ، يقول الله سبحانه وتعالى
كتابه الكريم : " الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " ، ويقول سبحانه وتعالى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " .
ثم العمل المستمر له أثره فيف ذاكم ؟ الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان عمله دينه ، وكان أحب العمل إلى الله سبحانه وتعالى أدومه ، أما أن تذهب وتدعو ثم ينظر إليك شخص نظرة موحشة وتقول : ما رضوا أنا لست وكيل آدم على ذريته ، لا يا أخي ، أنت مسؤول عن هذا الدين ، تعلم بحدود ما تستطيع ، وتدعو إلى الله سبحانه وتعالى .

والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " واتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " ، فهم يعتبرون ظالمون لكم أنتم تقومون إن شاء الله في السحر وفي أوقات الإجابة ، وتدعون الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنكم ثم أنصحكم باستقدام إخوان لكم من طلبة العلم للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والتحذير من البدع ، وأنت بمففرد لا تستطيع أن تعمل شيئا تأكد لا بد من تعاون والله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " وكم بقي كثير من إخوانك في دماج ، وفي غير دماج في قراهم يتصارع مع قبيلته ويظن قبيلته أن ما في الدنيا إلا هذا مخالف للناس ، لكن إذا رأوا هذا يزوره ، هذا يزورهم من حاشد ، وذاك من أرحب وذاك من خولان ،وذاك وذاك ، وذاك سوداني ، وذاك مصري ، الناس يقولون إن شاء الله هذا هو الحق فإذا كثر الزائرون لكم من إخوانكم في الله عز وجل إن شاء الله ما تدرون
بعد بدة يسيرة إلا وقد أصبح الرفض ، وأصبحت الدعوة الإسماعيلية مختفية غاية الاختفاء يبقون مختفيين كما أنتم مختفوون الآن يا إخواننا ، فاصبروا جزاكم الله خير ، والله المستعان .

أما هذه الحكومة فالواجب عليها أن تساعد الدعاة إلى الله ، وأن تساعد أهل الحق ، فالحكومة ما توضع إلا لنصر المظلوم ، ولإقامة حدود الله ، ولإقامة شرع الله في أرض الله ، ولكن يا إخواننا الحكومات في واد ودين الله في واد والله المستعان .

فالمهم أنت ما تنتظر فرجا من الحكومة سواء تلك الحكومة أو هذه الحكومة تنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى ، أنا أنصحك بهذا وبارك الله فيك .

-------------------
وراجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 327 إلى 329 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف