ما حكم الإسلام في تارك الصلاة ؟

الزيارات:
8590 زائراً .
تاريخ إضافته:
22 شوال 1433هـ
نص السؤال:
ما حكم الإسلام في تارك الصلاة ؟
نص الإجابة:
هذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم ، فمن أهل العلم من لا يراه كافراً ويستدل يقول الله عز وجل : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويفغر ما دون ذلك لمن يشاء " ، ويستدل أيضاً بحديث عبادة بن الصامت أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة ، فمن أتى بهن كن له نوراً وبرهاناً ، ومن لم يأتِ بهن لم يكن له نور ولا برهان ، وكان إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له " ، ويستدلون أيضاً بحديث : " يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله " ، والحديث متواتر .
الطرف الآخر يقولون : إنه كافر ، ويستدلون بما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " ليس بين العبد والكفر أو الشرك إلا الصلاة " رواه مسلم ، وبحديث آخر في السنن : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ، ويستدلون أيضاً بقول الله عز وجل : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً " .
وعند أن ذكر الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى كلام الفريقين وأدلة الفريقين المتكاثرة قال : إن الصحابة قالوا : إنه كافر ، فنحن نقول : إنه كافر ، وقد نقل صاحب ( الترغيب والترهيب ) عن أبي محمد ابن حزم رحمه الله تعالى أنه قال : إن عمراً ومعاذاً - وذكر جماعة من الصحابه - يرون أنه كافر ، ثم قال أبو محمد ابن حزم : ولا أعلم لهؤلاء مخالفاً .
فالذي يظهر من الأدلة أن قاطع الصلاة كافر ، وأنه أيضاً يباح قتله يستتاب فإن تاب وإلا قُتل ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم " مفهوم الآية الكريمة أنهم إذا لم يتوبوا فلا يخلى سبيلهم ، وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " .
فالذي يظهر من الأدلة هو ما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل أن تارك الصلاة سواء أكان جاحداً أم متهاوناً يعتبر كافراً والله المستعان .
ثم بعد ذلك يترتب على هذا أمور : أن الكافر لا يرث المسلم ، والمسلم لا يرث الكافر ، وأيضاً لا يجوز للمسلمة أن تتزوج برجل لا يصلي ، ولا يجوز للرجل المسلم أن يتزوج بامرأة لا تصلي ، يترتب عليه أمور كما هو معلوم من أحكام الكفار وأحكام المسلمين .

---------
من كتاب : ( إجابة السائل على أهم المسائل ص 42 - 43 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف