ابتلي المسلمون في المدارس بمدرسين ينقسمون إلى ثلاثة أقسام : فقسم مادي ليس له هم إلا المادة استفاد الطلاب أم لم يستفيدوا .
وقسم : حزبي ليس له هم إلا أن يدعو إلى حزبه ، حزب شيوعي أو بعثي أو ناصري إو إصلاحي أو غير ذلك من الأحزاب ، ولسنا نقارن حزب الإصلاح بهذه الثلاثة الأحزاب فإنها كافرة ، ونقول إنه - أي الإصلاح - على بدعة وعلى شيئ من الطاغوتية .
والقسم الثالث : وهم أقل من القليل الذي يدرس ويحتسب الأجر عند الله ويريد نفع المسلمين .
وأما صلاة الجماعة فهي تعتبر واجبة ، وإذا كان المدرس حالق اللحية ، يشرب الدخان ،جاهل بأمور عقيدته ، وبأمور دينه ، وأقبح من هذا أن يكون حزبياً .
فتفريط عند المسلمين كلهم ، فلا تظن أن هذا التفريط عند اليمنيين فقط ، وإن كانت المدارس في أرض الحرمين ونجد أحسن من ههنا .
فلم يعلموا الطلاب لا دنيا ولا ديناً ، فياحبذا لو علموهم دنياً وأخرجوهم رجالاً مهندسين ، وأطباء ، وطيارين إلى غير ذلك ، ولكن أخرجوه وهو لا يعرف إلا طبعاً ويعني وصدقني ، خرجت لنا هذه المدارس طلبة لا يحسن أحدهم أن يقرأ : " لايلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف " ، ولا يحسن أن يقرأ : " قل أعوذ برب الناس " ، بل لا يحسن أن يقرأ : " الحمد لله رب العالمين " .
ولكن ما هو واجب العلماء ؟ أوجبهم أن يكون له وظيفة في الصباح !!، ودوام بعد العصر !! ، وحصة إضافية بعد العشاء !!، والأحكام التي تحتاج إلى نظر يأخذها معه إلى البيت !! .
فقد فرط العلماء في واجبهم ، فلم يجلسوا في المساجد ليعلموا أبناء المسلمين ، وإلا لرأيت إقبال أبناء المسلمين ولتركوا : قالت أروى ، وقال أحمد ، وارسم دجاجة ، ارسم ديكاً .
فالواقع أن التفريط من علماء المسلمين ، فهذه مسئولية عظيمة : " إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " .
ونحن لا نأسف إذا جاء الإخوان المسلمون وتخطفوا منا واحداً ، أو أصحاب جمعية الحكمة وتخطفوا واحداً ، لا نأسف لو لم يمسخوه إننا نريد إعداد رجال يجلسون في المساجد ويقومون بواجب التعليم ، وأولئك يريدون منك أن تذهب وتدرس ثم تذهب وتكمل دراستك في أمريكا أو في روسيا أو عند البعثيين العراقيين أو عند النصيريين الشاميين ، وترجع وأنت تعتبر أباك كرتوناً ، وتعتبر شيخ القبيلة كرتوناً ، وربما الدولة نفسها فيقول : هذه دولة متخلفة ومتأخرة .
فيجب على طلبة العلم أن يجتهدوا في تحصيل العلم النافع ثم الجلوس في المساجد لأبناء المسلمين ، لإنقاذهم من هذه الغفلة ، ومن هذا الضلال ، وأقول : ضلال ولا أتحرج فإن اختلاط الفتيات مع الشباب يعتبر ضلالاً وفتنة والله المستعان .