ما صحت حديث : " لا حزب في الإسلام " رواه أحمد في مسنده ؟

الزيارات:
5149 زائراً .
تاريخ إضافته:
22 شوال 1433هـ
نص السؤال:
ما صحت حديث : " لا حزب في الإسلام " رواه أحمد في مسنده ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

الأخ السّائل ينبغي أن يتأكد من هذا ، فأنا أسأله أرأيته في < مسند أحمد > بعينك ؟ أم سمعته أُناساً يقولون ؟ ، فإن كان حديثاً وكان ثابتاً فهو يؤيّد ماندعوا إليه .
اذهب ياأخانا إلى المكتبة في < مسند أحمد > وأنظر في الفهرس هذا ، وأنا ما أظنه حديثاً كما قلت لكم .
فهو يؤيّد ما ندعو إليه من البُعد عن الحزبية التي فرّقت المسلمين ، وشتت شملهم وأضعفت قوّاهم ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا " [ آل عمران : 103 ] .
ويقول : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ " [ الأنعام : 159 ] .
ويقول سبحانه وتعالى : " فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " [ المؤمنون : 53 ] .
فالحزبية مخططة من قبل أعداء الإسلام ، وقد نجحوا في ذلكم .
فماذا حدث في لبنان ؟ ، وكم بقيت الحرب الطاحنة ؟ .
وماذا حدث في مصر من العداوة بين الدعاة إلى الله ؟ .
وماذا حدث في السودان ؟ .
وماذا حدث في اليمن أيضاً ؟ .
وهذه التّفرقة سببُها الهوى ، وسببها أيضاً الذُّنوب ، دسيسةٌ شيطانية ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : "إن الشّيطان قد أيسَ أن يعبده المصلّون ولكن في التحريش " .

فأُخبِرت أن أعداء الإسلام أو المحاربين للصحوة الإسلامية عقدوا مجلساً من أجل محاربة الصحوة الإسلامية فقال بعضهم : نُسلّط حُكّامَهم عليهم يسجنون ويقتلون ،
قال قائل منهم : لا ؛ فهذا يزيدهم حماسة لدينهم ، نعم إنه يزيد المسلمين حماسة لدينهم ، وقد أخبرني أخٌ زائر مصري من الثّـقات عند أن وقعت وقعة الزاوية الحمراء في زمن السّادات ، وكان من المسجونين إمام المسجد والمؤذن ، فمجموعة من الخمّارين كانوا في المقهى ولم يسمعوا أذاناً فأخذتهم الغيرة الإسلامية وذهب ذاهبٌ منهم يؤذن وآخر يُصلي بالناس وكان سبباً لتوباتهم ، فالمسلمون يتحمّسون لدينهم .
والحزبية كما قلنا شتت شمل المسلمين ، وشغلت بعضهم ببعض ، وهي تقليد لأعداء الإسلام ، والنبي - صلى عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لتتبعُنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقُذّة ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه " .
ويقول النبي - صلى عليه وعلى آله وسلم - : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة " .
وهذا الحديث يعدّ علماً من أعلام النبوة ، وتقدم لنا حديث حذيفة المتفق عليه أن النبي - صلى عليه وعلى آله وسلم - قال : " فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفِرق كلها " ، والمراد بالجماعة : أهل الحق ، كما قال عبدالله بن المبارك وقد سُئِل عن جماعة المسلمين فقال : الحسين بن واقد ، وأبو حمزة السّكري ، ومحمد بن ثابت ، اعتبر الثلاثة جماعة المسلمين ، لا أصحاب الغوغاء والفوضاء ، ولا أصحاب التمثيليان والمظاهرات ، والمخالفات الشرعية ، فأولئك عسى أن ينجوا كفافاً أما أن يكونوا من الجماعة التي يُقتدى بها فلا .

ثم بعد ذلكم أيضا انظروا إلى جماعة الـتّـبـلـيـغ الجماعة المبتدعة كيف تُنفّـر عن العلم ؟! ، تقول لهم : أنا عندي < فتـح البـاري > ، يقولون : ما ضيع العلماء إلا هذه الكتب ، وشغلتهم هذه الكتب عن الدعوة ، لا يا مساكين بلْ لا يا أيها العُميان ، الذي شغل العلماء هي الوظائف ، وضيفة في الصباح ، ووضيفة إضافية بعد العصر ، وربما أوراق ينظر فيها بعد العشاء ، فربما يصلي في بيته ، فهذه هي التي شغلت العلماء عن الدعوة إلى الله ، الذي شغل العلماء عن الدعوة إلى الله هي الدنيا ، الذي شغل العلماء عن الدعوة إلى الله هي الحزبية ، يطوف الـيـمـن من صعدة إلى أقصى الـيـمـن والمساجد لها رنّة إذا كان هناك انتخابات ، ثم بعد ذلك نوم سُبات إلى أن تأتي مناسبة .
الحزبية من شواغل العلماء ، أما أن تجعل العلم الذي شغل العلماء ، فلا ، فـإن الـعــلمـاء من أعظـم الناس ، ومن أوّل الناس تطبيقاً لقول الله عزّوجل : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [ آل عمران : 104 ] .
ولقوله : " قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ " [ يوسف : 108 ] .
ولقوله : " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ " [ النحل : 125 ] .
أبغيك أيها المغفّل تدرس سيرة عبدالله ابن المبارك فعامٌ في الحج ، وعامٌ في المرابطة .
وهكذا أيضاً نبغيك أيضاً تعرف سيرة علمائنا المعاصرين كالشيخ الألباني حفظه الله ، والشيخ ابن باز ، فتارة مع المجتمع ، وأخرى مع التأليف ، وأخرى مع الدعوة ، أما من شُغِل بالدنيا فليس العيب في العلم ، العيب بالشخص نفسه .

والحمد لله قد أصحبت الحزبية ممقوتة في اليمـن ، صحيح أن اليمـنـييـن استبصروا وعسى أن لا يأتونهم بكذبة أخرى ربما يأتون لهم بتسمية من زمان وهم يتستّرون وقالوا : نحن لسنا بحزب ، قلنا نحن نتحدّاكم أن تعلنوا في جرائدكم أنكم لستم بحزب ، مؤتمر الوحدة والسلام قالوا : ماهو تابعٌ لحزبية وفي النهاية يدعون إلى الإنتخابات ، انتخبوا ، وهكذا أيضاً قد أصبحوا مساكين محترقين ، احرقتهم الحزبية حتى إنهم يتستّرون تارة بكليّة الإيمان ، وأخرى يدعون غيرهم ليحاضر الناس .

وهناك دسيسة أريد أن أذكرها ، دسيسة من زمن قديم ونحن نعرف منذ أن كنا في الجامعة الإسلامية وهي دسيسة (الـجـهـاد) ، الإخوان المسلمون يخدعون الشباب بالجهاد ، نعم الجهاد من أسمى شعائر الإسلام ، والجهاد يعتبر سنام الإسلام ، لكن من تُجاهـد ؟ تُجاهد أمـريكـا ؟ أو تجاهد الشيوعية إذا لم تقتل المسلمين ؟ أو تجاهد اليهود في فلسطين ؟ أما تُقاتل إخوانك المسلمين ؟ ، فما أكثر ما يلعبون على الشباب بالجهاد ، ولقد أحسن بعض الإخوة المحويتيين إذ يقول : يأتون ويحثّون على الجهاد حتى كأننا قنابل متفجّرة ، وفي الليل الثانية يأتون لنا بتمثيلية وانتهى الأمر والله المستعان .

الأخ يقول : ما وجده في < مسند أحمد > ( لا حزب في الإسلام ) ، أما الحزبية فهي مبغوضة . والله المستعان .

--------------------
من شريط : ( أسئلة ضيوب إب وعدن )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف