عندنا جماعة تسمى بحزب التحرير، ينادون بالخلافة الإسلامية ويتكلمون في العلماء، فكيف الرد عليهم، وما هو السبيل إلى الخلافة الإسلامية الراشدة؟

الزيارات:
2201 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 ذو الحجة 1433هـ
نص السؤال:
عندنا جماعة تسمى بحزب التحرير، ينادون بالخلافة الإسلامية ويتكلمون في العلماء ، فكيف الرد عليهم ، وما هو السبيل إلى الخلافة الإسلامية الراشدة ؟
نص الإجابة:

( * )الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. أما بعد:

فالناس في مسألة الحزبية ينقسمون إلى حزبين : إلى حزب الرحمن ، وإلى حزب الشيطان. فحزب الرحمن لا يجوز لهم أن يتفرقوا، يقول الله تعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء " .

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» رواه أبوداود من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وروى أبوداود من حديث معاوية نحوه، وفيه: «كلها في النار إلا فرقة»، قالوا: فمن هي يارسول الله؟ قال: «الجماعة» ، -ثم قال-: «إنه سيأتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه».

وقد وقع ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فكثرت الأهواء، وكثرت الحزبيات، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾(3).

والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «لتتبعن سنن من قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟. ويقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».

أما هذه الحزبيات فتنفر بعضها عن بعض، ويطعن بعضها في بعض، بل لو قال القائل: إن هذه الحزبيات تحقق ما أراده أعداء الإسلام من تفرق الأمة وتشتيت شملها، وتضعيف قواها لكان صادقا.

فحزب التحرير، حزب خبيث، ولعلكم تستعظمون هذه الكلمة إذ أذكرها في أول كلامي، وكان ينبغي أن أمهد لها، فأقول: إنه حزب خبيث، نشأ في الأردن، وكان منشقا عن الإخوان المسلمين، فراسلوه ليرجع فأبى أن يرجع، وكان زعيمه تقي الدين النبهاني، وهم في مسألة العقائد يقولون: لا تؤخذ إلا من العقل، فإن وجد السمع فلا بد أن يكون السمع مقطوعا به، ومن ثم ينكرون عذاب القبر، وينكرون خروج المسيح الدجال ولا يهتمون بتعليم فضائل الأخلاق ولا بالعلم، فهو حزب ينشئ أصحابه على السياسة البحتة المخالفة للدين. وقد قيل لزعيمه: لماذا لا يرى في حزبكم مدارس تحفيظ قرآن؟ قال: إني لا أريد أن أخرج دراويش.

وهم يعتمدون على السياسة فقط، ولا يعتمدون على العلم والأخلاق، ولا على الرقائق، وفي الفقهيات يجيزون للرجل أن يصافح المرأة الأجنبية، ويجيزون للمرأة أن تكون زعيمة، وأن تكون في مجلس الشورى، ويجيزون للكافر أن يكون في مجلس الشورى وأن يتولى الولايات العامة، فهو حزب ضليل في غاية من الضلال.

وأنا أتعجب ممن يتبجح بحزب التحرير، وأنصح كل أخ بالابتعاد عنه والتحذير منه، ولو لم نعتذر لهم أنهم متأولون لقلنا إنهم كفار، لأنهم ينكرون عذاب القبر، وينكرون خروج المسيح الدجال، ويقول زعيمهم: إنه لا يحب أن يعلم طلبته القرآن لئلا يخرجوا دراويش.

--------------------
( * ) : التفريغ مأخوذ من كتاب الشيخ : تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب ( أسئلة السلفيين البريطانيين )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف