ما حكم الإسلام في الحرب بهذه الأسلحة التي تشتمل على الدمار الشامل كالصواريخ والقنابل النووية والذرية وغير ذلك من الأسلحة المدمرة وهل للمسلمين أن يردوا بمثلها ؟

الزيارات:
4047 زائراً .
تاريخ إضافته:
13 محرم 1434هـ
نص السؤال:
ما حكم الإسلام في الحرب بهذه الأسلحة التي تشتمل على الدمار الشامل كالصواريخ والقنابل النووية والذرية وغير ذلك من الأسلحة المدمرة وهل للمسلمين أن يردوا بمثلها لقوله تعالى : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ، أو يبتدئون بها علماً بأنه يذهب فيها نساء وأطفال وشيوخ ، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عن قتل هؤلاء ، هذا أمر ، والأمر الآخر هذه الأسلحة تعتبر تاراً ولا يعذب بالنار إلا رب النار ، وهل يطلق على الحرب بأنها نار كيفما كان نوعها كما في قول الشاعر : الحرب أول ما تكون فتية ********** تسعى بزينتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ********** ولت عجوزاً غير ذات حليل ؟
نص الإجابة:
هذه الأسلحة التي يتباهى بها أعداء الإسلام تعتبر دماراً ، ولا يجوز للمسلمين أن يبتدئوا بها ، لأن فيها هلكة النساء والصبيان ومن لا ذنب له ، أما أن يردوا بمثل ما اعتدي عليهم فيجوز ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه فمثل ما اعتدى عليكم " ، ويقول : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل نا عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " ، ويقول : " ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله " .

والأطفال والنساء هم من الكفار ، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قيل له : يا رسول الله إنا نبيت القوم وفيهم الأطفال والنساء ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " هم منهم " أي في حال عدم القدرة على التمييز ، وإلا فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهى عن قتل النساء ، وعن قتل الأطفال ، فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في غزوة من الغزوات رأى امرأة مطروحة على الطريق فأنكر وأمر أمير الجيش أن لا يفعلوا ذلك ، لكن في حال عدم التمييز والضرورة لا بأس بذلك جمعاً بين الأدلة التي تقدمت .

وهذه الأسلحة تعتبر ناراً ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا يعذب بالنار إلا رب النار " ، لكن في حال الرد لا بأس بذلك .

والحرب نفسها تعتبر ناراً ، لكنها ليست كالنار المشتعلة ، ولكن معناها أنها تكون كالنار المشتعلة كما قال امرؤ القيس ونقله البخاري عنه في الفتن :
الحرب أول ما تكون فتية ********** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ********** ولت عجوزاً غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت ********** مكروهة للشم والتقبيل

فهي تعتبر ناراً في حال الجهاد في سبيل الله ، هو من مصلحة المجاهدين إذا كانوا كفاراً من أجل أن يدخلوا في الإسلام .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إنه يأتي أقوام يدخلون الجنة بالسلاسل " ومعنى هذا أنهم يؤسرون ثم يسلمون ثم يدخلون الجنة والله المستعان .

------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 463 - 464 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف