حكم الصلاة في هذه المساجد التي بها قبور نافلة أو فريضة

الزيارات:
3334 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 شوال 1434هـ
نص السؤال:
كثر بناء القبور في المساجد عندنا سواء كان القبر سابقاً أو المسجد هو السابق فما حكم الصلاة في هذه المساجد نافلة أو فريضة منفردين أو مؤتمين أو أئمة وما حكم من لم يجد مسجداً يصلي فيه خالياً من قبر ؟
نص الإجابة:
المسجد الذي فيه قبور لا تصح الصلاة فيه لما جاء في < السنن > عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و على آله و سلم - : " الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام " .
ولما جاء في < صحيح مسلم > من حديث جندب رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه و على آله و سلم - قال : " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " .
و لما جاء في < الصحيحين > عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " لعنة الله على اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد " .

فبناء القبور على المساجد سنة يهودية وسنة نصرانية ، يتبرأ منها الإسلام ، أيضا و لما جاء عن حفصة و عن أم سلمة أنهما وصفتا للرسول الله - صلى الله عليه و على آله وسلم - كنيسة رأتاها بالحبشة وما فيها من الصور قال : " أولئك شرار الخلق عند الله إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور " .
وجاء أيضا في خارج الصحيح أن النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم - قال : " إن من شرار هذه الأمة من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد " .

فإن قال قائل : فذلكم قبر رسول الله - صلى الله عليه و على آله وسلم - وأبي بكر وعمر في مسجده ، فالجواب ماقاله الصنعاني رحمه الله تعالى في كتابه < تطهير الإعتقاد > : الذي بنى القبة هو الملك الملقب بقلاوون المسمى يعني المنصور الملقب بقلاوون ، و فيما يظهر لي أنه عبيدي أي من العبيديين الذين هم أكفر من اليهود و النصارى ، من ملوك مصر ، قال الصنعاني و نعم ما قال : فالمسالة دولية لا دليلية .
وقال صالح بن مهدي النعمي في كتابه < معارج الألباب > قال رحمه الله تعالى و قد احتجوا عليه بقبة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على جواز بناء المساجد على القبور قال : أفبعين ما حاددتم الله و رسوله تحتجون .
الأمر أن الحجة في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ليس في فعل الملوك و الخلفاء الذين لا يعرفون شيئاً عن الدين ، وهمهم أن يتقربوا إلى العامة ، وأن يتحببوا إلى العامة بأي شيء تحبهم العامة .
و قد هم الإخوان في زمن عبدالعزيز أن يخربوا القبة وياليتهم فعلوا لكنهم خافوا من ثورات المجتمع عليهم ، فلا يكلف الله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
فعلم من هذا أن الصلاة لا تجوز في مسجد فيه قبور ، بقي إذا كان فيه قبر واحد ، كذلك أيضا وهو أمامك فالرسول - صلى الله عليه و على آله وسلم - يقول : " لا تصلوا إلى القبور و لا تصلوا عليها " ، وإذا كان خلفك أي قريب الجدر في مؤخرة المسجد ، فالذي يظهر أنه يكره الصلاة في المسجد نفسه ، في المسجد نفسه ، والمقبرة من شأنها أن تكون مهجورة إلا للزائرين الزيارة الشرعية وإلا فالرسول - صلى الله عليه و على آله وسلم - يقول : " ولا تتخذوها مقابر فإن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة " .

بقي ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية إن كان القبر أولاً يُخرب المسجد ، وإن كان المسجد أولاً يُخرج القبر ، الذي يظهر لي أنه يُخّرب المسجد لأن إخراج الميت من المسجد ربما يتسبب في كسر بعض أعضاءه والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " كسر عظم الميت ككسره حيا " .

هنا يقول تنبيه : قلتم الإخوان هموا بهدم قبة النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم - فمن تعنون بالإخوان ؟
الشيخ : أعني أخويا عبد العزيز الذين كانوا معه والذين كانوا من رجال التوحيد ، لست أعني الإخوان المفلسين كما حدثتكم أنفسهم أو الكثير منهم ما حدثته نفسه بخراب القبور المشيدة ، بل كان حسن البنا يذهب مسافة بعيدة من أجل زيارة بعض الأولياء أي ليست زيارة ربما تحتاج إلى شد الرحل والله المستعان .

------------
من شريط : ( أسئلة شباب ليبيا )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف