قول بعضهم إعراض الشباب عن العقيدة بسبب صعوبته .

الزيارات:
3468 زائراً .
تاريخ إضافته:
26 شوال 1434هـ
نص السؤال:
البعض يقول لصعوبة الأسلوب الذي تعرض به العقيدة والفقه وكذا أصول الفقه وأصول الحديث لا نلوم الشباب في الانصراف عنها والاهتمام بالأذكار الحركية والجرائد والمجلات مع أغلب شبابنا يدرسون في المدارس علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء فما قولكم ؟
نص الإجابة:
الكتب قد وقع فيها بعض العبارات الغامضة كما قال بعضهم :
لولا التنافس في الدنيا لما وضعت كتب التناظر لا المغني ولا العمد
يحللون بزعم منهم عقداً وبالذي وضعوه زادت العقد
لكن ليس كل الكتب هكذا ، فأنت إذا قرأت في مسألة العلو لله عز وجل في كتاب ( العلو ) للحافظ الذهبي ترى عبارات سهلة يفهمها كل أحد ، وهكذا إذا درست في ( مصنف عبدالرزاق ) أو ( مصنف ابن أبي شيبة ) أو ( صحيح البخاري ) فأنا أنصح بقراءة كتب المتقدمين ، ونستفيد أيضاً من كتب المتأخرين ، لسنا نحرم القراءة فيها بل نستفيد منها ، لأن عبارات المتقدمين سهلة ، أما المتأخرون فقد حصل نعقيد خصوصاً من تأثر بالمنطق اليوناني أو من أراد يرد على أهل المنطق اليوناني بالمنطق اليوناني نفسه فتحصل تعقيدات .
وعند أن كنا نقرأ في ( التدمرية ) ونحن في معهد الحرم وكان شيخنا لا يكاد يبين في شرحها فتشكل علينا عبارات ، والآن الحمد لله هي واضحة ، لكن ليس كل الكتب معقدة وليس كل الكتب فيها صعوبة ، والدافع للشخص إذا كان عنده قوةوعزيمة هي التي بإذن الله تسهل له وقبل ذلك تقوى الله ، يقول الله سبحانه وتعالى : " وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ " .
ويقول سبحانه وتعالى : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا " ، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومذاكرة الكتب السهلة النافعة مثل ( رياض الصالحين ) ، فكل شخص يقرأ أو يكتب يستطيع أن يستفيد منه ، و ( الترغيب والترهيب ) للمنذري على أن فيه بعض الأحاديث الضعيفة ، فكل شخص يستطيع أن يقرأ أو يكتب يستطيع أن يستفيد منه ، فالذي أنصح به هو القراءة في الكتب السهلة فإنها تسهل الكتب الصعبة ، وكذلك ( اللؤلؤ والمرجان ) ، و( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) وبقية الكتب ، وكتب الشيخ ناصر بحمد الله سهلة ومفيدة فجزاه الله خيراً ، والمدرس ينبغي أن يتخير كتاباً يفهمه الطلبة ، والطالب إذا كان يفهم الأمور الأخرى مثل الرياضيات فقول الله وقول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أسهل ، يقول الله سبحانه وتعالى : " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ "
ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " بعثت بالحنيفية السمحة " ، ونجد بحمد الله من الشباب الذين يأتونا ويخبرونا عن أنفسهم أنه ربما يبقى عندنا أسبوعاً أو أسبوعين أو أكثر من ذلك وكأننا نتكلم إنجليزي لا يفهم شيئاً مما نقول ، لكن بعد أيام ما ندري إلا وهو يسابقنا ، فنقول : شعبة يقول : هو ابن الحجاج بن الورد أبو بسطام ، ويسابقنا .
فالحمد لله كتب أهل العلم ميسرة ، ومن فضل الله أن أهل السنة وفقوا غاية التوفيق في الكتب التي يدرسونها ( تفسير ابن كثير ) و ( صحيح البخاري ) و ( صحيح مسلم ) والكتب الأخرى على مستويات الإخوان .

------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 78 - 79 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف