فضائح الصوفية

الزيارات:
12108 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
شخص ولد في برع ونشأ وتعلم السحر ، وهو الآن يدعى من دون الله ، وينذر له ، ويلجأون إليه عند النوازل ، وقد بنى شامخ القصور من أموال أهل برع الجاهلين لدينهم ، فما حكم الله في ذلك ، وما نصيحتكم لأهل برع ؟
نص الإجابة:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعــد :

فإن بدعة التصوف حدثت بعد مائتي سنة من الهجرة ، ولم تكن موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا عهد الصحابة ، والتابعين .
ثم إنهم اختلفوا في نسبة التصوف ، فمنهم من يقول : إنها نسبة إلى صوفة ، وهي قبيلة من الجاهلية كانت تتعبد ، وكل من تعبد وانقطع نسب إليها ، ومنهم من يقول : إنه نسبة غلى الصفة ، وهذا ليس بصحيح إذ لو كانت نسبة إلى الصفة لقيل فيه : صُفي ، ومنهم من يقول : إنه نسبة إلى الصفاء ، وهذا أيضاً ليس بصحيح ، ولو كان صحيحاً لقيل فيه : صفوي .
ومنهم من يقول نسبة إلى الصوف ، وعلى كلٍّ فهي نسبة مبتدعة ، والله سبحانه وتعالى سمانا مؤمنين ، وسمانا مسلمين ، ولم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا تسمية مؤمن ومسلم ، لسنا نتكلم عن الكفار وعن المنافقين .

ثم إن الصوفية أقسام : منهم من انتهى به الحال إلى نبذ الكتاب والسنة ، وسخر من أهل العلم ، وصار يقول : حدثني قلبي عن ربي ، يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتاب العلم من ( فتح الباري ) يقول نقلاً عن القرطبي : من انتهى به الحال إلى هذه الحالة فهو كافر ، والأمر كما يقول رحمه الله تعالى ، الذي يظن أنه يستغني عن كتاب الله ، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كافر بالله عز وجل ، وهكذا يزهدون في العلم من زمن ، وربما دفن بعضهم كتبه - يكتب الكتب ثم يدفنها - والله المستعان .
منهم أيضاً من أصبح زنديقاً وقُتل بسبب الزندقة ، وهو الحسين بن منصور الحلاج ، وتبعه على هذا أبو العباس بن عطاء فقُتل الحسين بن منصور ، ثم بعد زمن قُتل أبو العباس بن عطاء على الزندقة .
سمع الحسين بن منصور الحلاج رجلاً يتلو آية ، فقال : لو شئت لقلت مثلها ، وهذا ذكره ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه ( تلبيس إبليس ) ، وهكذا أيضاً ابن الفارض فإنه أيضاً تزندق ، وفي تائيته التي أثنى عليها محمد بن إبراهيم الوزير في كتابه ( الروض الباسم ) فيها الكفر الصراح ، وقد أخطأ ابن الوزير رحمه الله تعالى في الثناء على هذه التائية .انتهينا من أولئكم الذين يقولون بأنهم غنيون عن الشرع أو يدخلون في الصوفية ثم يتزندقون .
ومن الصوفية أهل وحده الوجود الذين يقول قائلهم : أنا هو وهو أنا ، ويقول أيضاً : ما في الوجود إلا الله ، وحتى قال بعضهم :
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الرب إلا عابد في كنيسته
وقال بعضهم :
الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف
وهكذا أيضاً في أشعارهم الكفر البواح ، وقد أشبع الرد صالح بن مهدي المقلبي رحمه الله تعالى في كتابه ( العلم الشامخ ) أشبع الرد على خرافة وعلى كفريات ابن عربي ( محيي الدين ) في زعمهم وهو ( مميت الدين ) ابن عربي ، فعنده من الكفر الصراح في ( فصوصه ) ، وهكذا أيضاً في سائر كتبه ، وتجدونه معظماً عند كثير من الصوفية ، ولو تكلمت فيه وأنت في الشام ما سلمت من الضرب من الصوفية ، وقد أوذي شيخ الإسلام ابن تيمية ، وأوذي أيضاً غيره من أجل ابن عربي الزنديق الذي يقول : إن فرعون موحد ، وإن موسى مشرك ، وهكذا يقول في شأن العذاب : إنه ما سُمي عذاباً إلا من عذوبته ، تعطيل للكتاب والسنة ولشرع الله ، وزندقة ظاهرة ، ثم نجد من يدافع عنه من المصلين .
ومن خرافات الصوفية أنهم ربنا يحرمون على أنفسهم ما أحل الله لهم من الزواج - وهو سنة من سنن المرسلين - ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً " [ الرعد : 38 ] .
ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " حبب إليّ من دنياكم الطيب والنساء ، وجعلت قرة عيني الصلاة " ، وقد جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما أُخبروا كأنهم تقالوها ، فقال أحدهم : أما أنا فأقوم الليل ولا أنام ، وقال الآخر : وأنا أصوم ولا أفطر ، وقال الآخر : وأنا لا أتزوج النساء ، فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأُخبر بهذا فقال : " أنتم القائلون كذا وكذا ، أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " [ المائدة : 87 ] .
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " [ الأعراف : 31 ] .
يمتنعون من النساء اقتداء بمن ؟! اقتداء بالقساوسة وبالرهبان النصارى ، ولكن يمتنعون من النساء وماذا يفعلون يا رجال ؟ يفتنون بالمردان !!! ، حتى إن شخصاً تولع بشخص أمر - كما في ( تلبيس إبليس ) - فُرّق بينهما فتحيل إلى أن دخل إليه وقتله ، وجعل يبكي عنده واعترف أنه قاتله ، فجاء والد الولد وقال : أنا قتلته ، وأنا أسألكم بالله أن تقيدوني به ، فعفا عنه ، فصار يحج وينذر بثواب الحج لذالكم الولد .
وأقبح من هذا أن شخصاً ارتكب الفاحشة بصبي ، ثم بعد ذلك طلع إلى سطح بيته - وكان بيته على البحر - فرمى بنفسه وتلا قول الله عز وجل : " فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ " [ البقرة : 54 ] .
هذا شأن الصوفية ، ولهم فضائح وقبائح أكثر وأكثر من هذا - أعني في شأن النساء - ، وربما تأتي الأجنبية ويلبسها الخرقة المكذوبة المزعومة المفتراه عندهم سند للخرافة ، يزعمون أن من لبس الخرقة فقد انتهى به الحال وقد أصبح صوفياً ، ولا يلبسونها غلا من قد ارتقى درجة في التصوف ..
ثم بعد ذلك الصوفية والنصرانية كما هي شيء واحد ، الصوفية والإباحية والشيوعية شيء واحد ، ألا ترون أنهم يتعاونون مع الشيوعية ، الصوفي عندهم إذا بلغ رتبة عالية يحل عندهم كل شيء ، ويستدلون بقول الله عز وجل : " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " [ الحجر : 99 ] ، وأخطأوا في فهم الآية ، أو كابروا في فهم الآية ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد ربه حتى تفطرت قدماه وقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " ، وهكذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، الذين أساء أبو نعيم في ذكرهم في ذكر أبي بكر وعمر وذكر علي بن أبي أبي طالب وذكر أبي ذر وقال : إنهم صوفية ، أخطأت يا أبا نُعيم رحمك الله تعالى .
ما كانت الصوفية موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا على عهد الصحابة ، فأخطأ في ذكرهم حيثت ذكرهم في ( الحلية ) فهم برآء من هذه التراهات .
الصوفية كما سمعتم حرموا على أنفسهم ما احل الله لهم ، فقد جاء أن أبا يزيد البسطامي كان عنده قدر ستين أو سبعين ديناراً فاشتغل بها قلبه ، فأخذها ورماها في البحر ، ورب العزة يقول : " وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " [ الأعراف : 31 ] ، ويقول : " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ " [ الإسراء : 27 ] ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن إضاعة المال ، وأخبر أن العبد لا تزول قدمه حتى يُسأل عن أربع ومنها : " عن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه " .
وغلو الصوفية أمر ليس له نظير ، يطلبون من المريد أن يجلس بين يدي مريده كالميت بين يدي الغاسل ، وهذا ما كان على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، يتقدم يريد أن يصلي على عبدالله بن أبي فيأخذ عمر بردائه ويقول : يا رسول الله أتصلي عليه وهو مشرك ؟ ، وهكذا أيضاً يريد من الأنصار أن يعطوا شيئاً من أموالهم لأصحاب الأحزاب من أجل أن يرجعوا ، وقالوا : أهذا أمر من عند الله أم هو رفق بنا يا رسول الله ؟ ، قال : " رفق بكم " ، قالوا : لا والله لا نعطي شيئاً ، وهكذا عائشة وحفصة وغير واحد من الصحابة يردون على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لم يكونوا كحال الصوفية المبتدعين الذين يعظمون مريديهم أعظم من تعظيم الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
الصوفية كما سمعتم يحرمون ما أحل الله سبحانه وتعالى ، فربما يبقى أحدهم زمناً بدون أكل ، تشتهي نفسه الطعام فيأبى أن يطعمها ، وربما تشتهي نفسه ماء بارد فيشرب ماء حاراً ، وربما تشتهي نفسه فاكهة من الفواكه فيحرمها ...، وهكذا .
فالقصد أنك إذا نظرت إلى أحوال الصوفية وجدتها تشبه أحوال النصارى وأحوال الزنادقة وأحوال الملحدين .
ومن الصوفية في آخر الزمن من أصبح يتمتع ويدعي التصوف ، كان عمر يرقع ثوبه لماذا ؟ من العدم ، لكن الصوفي ماذا يعمل ؟ من أجل أن يبقى على صوفيته ويبقى أيضاً على ترفه يأخذ رقعة جديدة من لون ورقعة جديدة من لون ورقعة جديدة من لون آخر ورقعة جديدة .... ، ويخرج بين الناس وهو فضيحة يا إخواننا ، هكذا بارك الله فيكم .
القصد أنهم تركوا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحاربوا الفطر السليمة .

ذكر أبو حامد الغزالي - كما في ( تلبيس إبليس ) أن رجلاً اشتهر بالخير فصار الناس يثنون عليه ، وصار الناس يتقربون منه ، ثم ماذا عمل ؟ أن وجد رجلاً بالحمام يغتسل وقد ترك ثيابه خارج الحمام ، وذهب وأخذ ثيابه وخرج ، فخرج الرجل فإذا هو لا يجد ثياباً ، ثم طاردوا ذلكم الصوفي ولحقوه وضربوه ، ثم بعد ذلك صار يُسمى لص الحمام !!!؟ ، أهذا من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ ، أم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول - من أجل أن يدرأ عن نفسه التهمة - : " إنها صفية " ، ويأمرنا نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدرء التهم ، ويأمرنا أيضاً بحسن اللباس ، فقد ثبت في الحديث الصحيح كما في ( مسند أحمد ) أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى رجلاً أشعث الرأس ، فقال له : " هل لك من مال ؟ " ، فقال : نعم يا رسول الله عندي من الإبل ومن الغنم ومن كل المال قد آتاني الله ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " فليرى أثره عليك " ، وهكذا الصحابة والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إن وجد عندهم شيء أكلوا وإن لم يوجد عندهم شيء تركوا بخلاف المتصوفة ، فإما أن ينكبوا على الدنيا انكباباً كلياً حتى أصبحوا فضيحة ، وإما أن يتزهد ، والتزهد ربما يجر بعضهم إلى الماخوليا ، ما هي الماخوليا ؟ ، يصبح مخلطاً بسبب أنه ترك الطعام أياماً والشراب أياماً والملبس الطيب ، ما يدري إلا وقد أصيب في عقله ، وقد أصابته السوداء ، وهكذا كل من خرج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلا بد أن يتخبط ، النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يرشد أمته إلى ما فيه صلاحهم ، وإلى ما فيه خيرهم .

أما صوفية اليمن في هذا الزمن ؛ فإنهم أصبحوا صوفية موالد وأكل وشرب واختلاس لأموال الناس ، كما قال بعضهم في الصوفية المتقدمين الذين كانوا يأكلون ويزعمون أنهم يطربون من عشق الله ، ومن لذة الله ، قال :
قالوا سكرنا بحب الإله وما أسكر القوم إلا القصع
ذكرت شيئاً ، وربما جرت على ألسنة بعض الناس ، بعض الصوفية - لا أذكر اسمه الآن - يقول : أنا قد عشقت ربي ، وهذه الكلمة يا إخواني في الله خبيثة ‘ إذا سمعتموها من واعظ فهو جاهل ، يقول : فلان من عشاق العلم ، العشق للنساء ، يعشق الرجل المرأة ، أما فلان من عشاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، تسمعون بعض الناس : با عشّاق النبي ، أو عشّاق العلم ، أو عشّاق الجنة ، كل هذا لم يثبت ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولا عن الصحابة ، وإنما هي كلمات صوفية ، فمن سمعتموه يقول هذه المقالة فانصحوه .
شيء آخر ذكرته : أنهم ربما يقولون : إن الله يحل في الصورة الجميلة ، وينظرون إلى غلام أمرد ، ويأتون به يغنيهم وسط الحلقة ، والغناء عندهم مباح يا إخوان ، لا يتقدون بكتاب ولا بسنة ، وقد ألف محمد بن طاهر كتاباً في حل الغناء ، فأخطأ فيه وجازف ، يأتون بشخص يغني ويقولون : إن الله قد حل فيه ، يحل عندهم في الصور ، حتى إن شخصاً والغلام بينهم في وسط الحلقة قال له : يا غلام ، قال : نعم ، قال : قل لاإله إلا الله ، فقال : لا إله إلا الله ، فذهب الرجل يقبله في فمه ويقول : أنا ما قبلت إلا فماً قال : لا إله إلا الله .
القصد إخواني في الله أن الصوفية في غاية من القذارة ، في غاية من الخسة ، في غاية من الرداءة .

أما صوفية الآن فقد أصبحوا آله للشيوعية ، وأصبحوا آله للبعثية ، وآلة للناصرية ، فهو جواسيس في عدن للشيوعية ، يبلغون الشيوعية عن طلبة العلم الذين يقرءون القرآن ، وكانوا جواسيس في المناطق الوسطى للشيوعية ، يبلغون من يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويدعو إلى الله ، وفي غاية من الخسة - كما قلنا - ، غير واحد من الصوفية ، يا رجال ينتهي به الحال إلى أن يبقى عرياناً في بيته لا يصلي ولا يشهد جماعة ولا جمعة ويبقى في غاية من الخزي ، والمخذولون المغفلون يقولون : هو يصلي في الحرم ، أكانت هذه للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؟ نعم ، إن الله أسرى به وعرج به ، لكن كون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكون بالمدينة ثم يذهب يصلي في الحرم ؟ .
القصد أن المذهب الصوفي داء عضال يجب على المسلمين أن يتخلصوا منه ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " [ الإسراء : 36 ] ، الصوفي مستعد أن يفعل ما قاله شيخه ، حتى يا رجال لو أراد مريده أن يرتكب معه الفاحشة ، بل أخبرت أن بعض الصوفية يفعل بالحمارة الفاحشة ، ويقولون : خلص هذا قد رُفع عنه القلم ، وقد فعلوا ، القصد أنهم أهانوا الإسلام ، ومن ثم فالشيوعية والبعثية والناصرية وغيرها من الملحدين ، يرفعون من شأن الصوفية من أجل أن يضربوا الإسلام بهذا ، هذا لسنا نتقوله ، غالبه في كتاب ( تلبيس إبليس ) ، والذي ننصح إخواننا بقراءته ليروا تلبيسه على الصوفية ، فإن هذا الذي كلمناكم به هم قطرة من مطرة .

أما هؤلاء الصوفية المعاصرون فإننا ندعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونحذر إخواننا المواطنين من الإصغاء إليهم ، فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " [ الإسراء : 36 ] ، ويقول سبحانه وتعالى : " اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ " [ الأعراف : 3 ] ، فالواجب على المواطنين جميعاً أن يحذروا كل الحذر من الصوفية ، ويحذّرون إخوانهم ، وأن يأخذوا على أيدي أولئك العابثين بأموال الأغبياء ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [ آل عمران : 104 ] ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " [ النساء : 114 ] .
وإننا نطالب حكومتنا وفقها الله لكل خير أن تأخذ على أيدي هؤلاء العابثين الذين أضلوا كثيراً من المجتمعات ، والحمد لله هم في المجتمع اليمني أقل من القليل .
والحمد لله رب العالمين .

سؤال : متى ظهرت الصوفية ؟
الجواب : الصوفية ظهرت بعد حوالي مائتي سنة من الهجرة ، وكان السلف رضوان الله عليهم ينهون أصحابهم عن مجالسة المبتدعة ، فأيوب السختياني ، وهكذا أيضاً غيره من السلف رضوان الله عليهم ينهون ، الإمام أحمد رحمه الله تعالى نهى عن مجالسة الحارث المحاسبي ، وذكرت قصة لعبدالله بن خفيف نذكرها ، تلكم القصة ذكرها صاحب ( تلبيس إبليس ) رحمه الله تعالى ، ذكر : ان رجلاً من الصوفية توفي ، فذهبت الصوفية تدفنه ، ثم بعد أن دفنوه رجعوا إلى بيته فصاروا يعزون امرأته ، وقد اجتمع نساء في بيت امرأته ، واجتمع جماعة من الصوفية ، ثم قال لهم بعد أن عزّاها وتعزت بهذا وتسلت قال : هل هناك غير - أي غير صوفي - بينكن ؟ ، قالت : لا غير ، فذكر ما معناه : هل يمكن أن نذهب الهموم والغموم وكذا ، قالوا : إن شئت ، فدخل الرجال إلى النساء ، والقصة ظاهرة ، حتى أنه طلبهم عضد الدولة الذي هو سلطان ذلك الزمن ، فعزرهم وشردهم ، فأقصد من هذا أن الصوفية جمعوا كل بلاء وكل شر .
فنحن إن شاء الله مع صوفية اليمن ما داموا قلة بل هم أقل من القليل ، الذي أذكره وأسمع عنه هو / محمد الهدار بالبيضاء ، الذي أضل أهل البيضاء ، وجهّل أهل البيضاء ، من تلكم الأذكار الفارغة : يا الله بها يا الله بها يا الله بها يالله بحسن الخاتمة ، حتى إن بدوياً لقيته في صنعاء فأخبرته بهذا - وهو من البضاء - قال : وهناك شيء آخر هل تعلم به ؟ قلت : ما هو ؟ ، قال : شي لله شي لله من بعد صلاة الفجر ، قلت ، وايش معنى شي لله ؟ ، أظن أن معناه : أن هناك شيئاً لله أو بهذا المعنى .
القصد يا إخوان أن الصوفية جهّلت المسلمين وباعدتهم عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، يمكث أحدهم الزمن الطويل ، وماذا يحفظ الناس عنه ؟ ، يحفظ الناس عنه الشركيات ، يحفظ الناس عنه البدع ، يحفظ الناس عنه الأذكار المبتدعة ، يحفظ الناس عنه تلكم الخرافات ، ثم بعد ذلك يلقى الله سبحانه وتعالى وقد أضل أمة يحمل وزره كاملاً ومن أوزار الذين يضلهم ، وهكذا معشر المسلمين ، وآخر أيضاً نسمع به يقال له ( المرعي ) بالحديدة وهو أيضاً .
أي شخص يقف أمام سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيضربه الله عز وجل ، لسنا نقول أننا نضربه لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل في كتابه الكريم : " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [ النور : 63 ] ، ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري " فهؤلاء الواقفون في طريق الدعاة إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيضربهم الله عز وجل ، لسنا نضربهم ، نحن نستعمل معهم الذي في قدرتنا ، فنحن ندعوهم إلى المناظرة لنبين لهم أنهم على جهل ، على خرافة ، علا ضلال ، على عناد لشرع الله ، على عناد للدعوة إلى الله ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ " [ الشورى : 10 ] ، ويقول : " فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " [ النساء : 59 ] .
أما أن يضلوا قومنا ويضلوا بلدنا ولنا عين تطرف ، هذا لا نستطيع أن نصبر عليه ، نحن نتحداهم بالمناظرة ، والمناظرة مشروعة ، رب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [ النحل : 125 ] ، ويقول سبحانه وتعالى : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [ العنكبوت : 46 ] ، ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يتحدى قريشاً ، بل الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " [ البقرة : 111 ] .
نحن نريد منهم براهين على الموالد ، براهين على اختلاس أموال المغفلين ، براهين على معاندة سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، براهين على تجهيل الناس ، وعلى الأذكار المبتدعة ، على دعاء غير الله ، على الشركيات ، كل هذه سيطالبون بها ، ويفتضحون أمام المجتمع ويكتب فيهم ، ينبغي أن يعلموا أنه سيكتب فيهم في هذه الأيام بإذن الله تعالى ( الصوفية وأثرها السيء على المجتمع ) فليتأكدوا إلا أن يتوبوا غلى الله سبحانه وتعالى ويرجعوا إلى الله ، ويتركون الوقوف أما الدعوة إلى الله التي لا يريد أهلها جزاءً ولا شكوراً ، فلا بد من هذا ، وإلا فسبيلنا كما كلنا ، أننا ندعوهم إلى المناظرة كما دعاهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، وكما دعاهم غير واحد من أولئكم العلماء .
وإذا وجد أحد من أولئكم الصوفية بتعز ، هناك يقولون : إبراهيم بن عقيل ، فهذا أيضاً نحن ندعوه إلى المناظرة ، لا بد أن يرجعوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وهذه المناظرة ما تكون إثارة فتنة ، نحن من زمن بحمد الله ، قد قصم الله التشيع الذي هو أقوى من الصوفية ، وكانت له دولة تدعمه ، وكان أكثر المجتمع اليمني شيعة ، حتى الشافعية قد كان بعضهم تأثر بالشيعة ، فقد قصم الله الشيعة ومحا ذكرها وأفسد حالها ، وأصبحت في غاية من الخزي والذل ، ونحن الآن متوجهون إلى الصوفية بعد أن انتهينا من الشيعة ، والصوفية ليس لهم يد وليس لهم من يدعمهم ، وقلنا : أننا لم ندعهم إلى المناظرة إلا من أجل أن يظهر الحق ، وايضاً تكون المناظرة تحت رعاية حكومتنا وفقها الله تعالى ، تكون لجنة من الرجال الصالحين الذين يرتضيهم أهل السنة ويرتضيهم المبتدعة .
ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﻗﻄﻌﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻉ ﻻ‌ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ‌ ﻣﺒﺘﺪﻋﺎ ﻣﺜﻠﻪ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴّﻨﻲ ﻻ‌ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺇﻻ‌ ﺳُﻨﻴﺎ ﻣﺜﻠﻪ ، ولكن أيضاً ولو كانت اللجنة ممن هو مبتدع فستدمغه الأدلة : " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " [ الإسراء : 81 ] ، فنحن نطالب هؤلاء الذين أضلوا المساكين واختلسوا أموالهم ، الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " .
وأولئك أصبحوا لصوصاً لاختلاس أموال الناس بالموالد والمآتم ، وهكذا أيضاً قراءة القرآن - أعني اختلاس أموال الناس بسبب قراءة القرآن - ، أما قراءة القرآن فلسنا نزهد فيها ، فإن قراءة القرآن تعتبر من أفضل القربات ، ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " من قرأ حرفاً من القرآن فله فيه حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول : ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولامٌ حرف ، وميمٌ حرف " ، لا يفتر علينا المفترون أننا ننهى عن قراءة القرآن ، لا يفتر علينا المفترون بأننا ننهى أن يقولوا : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله خلف الأموات ليس بمشروع ، الرقص في المساجد ليس بمشروع ، ضرب الدف في المساجد ليس بمشروع ، وأنا قد رأيت شخصاً بعيني عاتين في ( مسجد الخيف ) من قبل صلاة الفجر ، ثم صلى مع الناس صلاة الفجر ، ثم بعدها من بعد صلاة الفجر إلى أن طلعت الشمس وهو يرقص في مسجد الخيف ، والرجل كبير ، ما أستطيع أن آخذه وأخرجه ، عييت فيه وما ساعدني عليه أحد ، فأصبحت أقول : يا أيها الناس حرام عليكم أن تتركوه في بيت الله يرقص ، وهو يرقص ، والعرق يتصبب منه بعد الفجر .
وهكذا أيضاً في الحرم المكي ، ذات يوم طلعت غلى الحرم الأعلى فوجدت حلقة كبيرة من الأترات وبينهم أناس سودانيون ، وأنا يمنيون ، وهم يرقصون ، ويدورون والناس يتفرجون ، فقلت : الحمد لله ـ كنا أظنها حلقة علم - سأذهب وأستفيد ، فإذا هم يدندنون ، فبقيت متحيراً أقدم واصيح بينهم ؟ فخشيت من الضرب ، ورجال كبار ربما ضربة واحدة تقضي عليّ ، ثم دخلت في وسطهم ثم قلت لهم : أتهان بيوت الله ؟ ، وأذكر لهم قول الله عز وجل : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ " [ النور : 36 ] ، فسكت الناس ، وإذا اليمنيون يأتون - اليمنيون الذين كانوا معهم - ويقولون : نحن معك ، وماذا تريد ؟ ، نحن معك أبشر أي شيء ، لو قلت لهم : هلموا نفرقهم يقومون - جزاهم الله خيراً - ، لكن قلنا : قد سكتوا والحمد لله رب العالمين .

قلنا الصوفية آله فساد وخراب وفضيحة على الإسلام ، فالحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى يذكر أنه رآهم يرقصون بعرفة - تلكم الأماكن الطيبة الفاضلة التي يشغل المسلمون أنفسهم فيها بذكر الله - رآهم يرقصون بالدف ، ورآهم أيضاً بمسجد الخيف ، قال : فيسر الله بجماعة التوحيد وفرقتهم .
وهنا بما أن إخواننا الحمد لله من اليمنيين أريد أن أسأل إخواني : هل فيهم أحد يعرف أحداً من الصوفية ؟
فقال قائل منهم : طاهر الرقيمي ، وعبدالعزيز بوصاب السافل ( هو أيضاً يطلب للمناظرة إن كان أهلاً لذلك ) .
وقال آخر : أنا عرف إبراهيم بن عقيل مفتي لواء تعز ، الذي بيته بجوار المسجد ويؤذن للصلاة ولكنه لا يخرج مع مريديه ، وكنت أدرس عليه ( شرح الزيد ) للشافعي ، والناس يأخذون القات من فمه ويقبلون ركبتيه .
وقال آخر : وأنا أعرف أيضاً ـحمد الغرباني إمام المسجد الكبير في إب يقيم الموالد ، وكذا في الجنائز ، ويوزع الأموال على الأطفال ليأتوا ويصيحون معه .
وقال آخر : يوجد أيضاً في مدينة زبيد ممن ينتسب إلى العلم وهم في الحقيقة دعاة جهل وضلال ، كما أنهم يجيزون الذبح عند القبور ، ويحاربون الدعاة إلى الله عز وجل ، وينفرون العامة عن دعاة التوحيد ، ويأمرون ببناء القباب على القبور ، وإذا وفق الله شخصاً وهدم قبراً يأمرونه بالإعادة أو يؤذونه إيذاءً شديداً ، فهم - أعني الرءوس - : أحمد داود البطاح ، وأسد بن حمزة ، والأدريسي ، هؤلاء في زبيد ، وهناك منكرات لا يلقون لها بالاً ، ولكنهم يحاربون الدعاة غلى الله حرباً شديداً .
وقال آخر : أعرف من الصوفية في برع ، وقد أتى قريباً بعد أن كادت برع أن تخلو من الصوفية ، حاكم برع ، وهو حجري ، ما ترك قبراً إلا زاره بقصد التبرك والتوسل إلى أصحابها ، وكذلك من الذين هم من بني هاشم من الأحياء يتوسل بهم ويتقرب بهم إلى الله ، ويتمسك بهم ويتبرك بهم ... إلى غير ذلك ، والناس معه ما بين مؤيد ومعارض ، والغالب عليهم معارضون ، وأعرف أيضاً : ذات مرة كنا في المخافي لحمحمة حبيب عمر يسمونه السيل الهدار ، فكان مما تكلم به في خطبته أن قال : ليس في الكون إلا الله ، وهذه عقيدة الحلولية .
وقال آخر : انا أعرف أيضاً في تعز الحبالي الذي لا يصلي مع الناس لا جمعة ولا جماعة ، وهو يزعم أنه يصلي بمكة ، وقد اختلس أناساً كثيرين من أهل بلده ، في أمر فتيات كثيرات ، كانت تهدي إليه الفتاة فتمكث معه قدر ستة أشهر ، ثم تعود إلى بلدها فلا تتزوج ولا يجرؤ أحد على التزوج بها ، وإنما تبقى صورة للتبرك .

إخواني في الله : الحمد لله الآن المجتمع اليمني قد أصبح واعياً ، وأصبح ينكر هذا ، ولكن كثراً منهم يتحمس ، وليس في قدرته أن يناظر ، فطلبة العلم من الكتاب والسنة المطهرة مستعدون لمناظرة هؤلاء المخرفين الذين استغلوا أموال المسلمين ، واضلوهم عن سبيل الله ، ولقد قرأت في نسيخات لمحمد الهدار فوجدت فيها الضلال المبين ، ثم بعد ذلك أحاديث ضعيفة وموضوعة ، وما كنت أظن أنه يحوجنا إلى الرد عليه وإلا كنت أقتني تلكم النسيخات ويُرد عليه ، وسيدرج اسمه إن شاء الله في ذلكم الكتاب الذي سيقوم بتأليفه أحد إخواننا إن شاء الله وهو كما سمعتم ( الصوفية وأثرها السيئ على المجتمع ) .
بقي علينا نحن معشر اليمنيين ، يجب أن نتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن نأخذ على أيدي هؤلاء السفاء ، نأخذ على أيديهم ، فإن الله عز وجل يأمرنا بهذا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان " .
فيا أيها اليمنيون أثني عليكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : " الإيمان يمان ، والحكمة يمانية " ، فيا معشر الشباب ، يا شباب المدارس أنتم الآن بحمد الله لستم كأولئك المغفلين من القدامى ، غالب القدامى مغفلون ، أما أنتم فقد قرأتم مناهج دينية في المدارس تساعدكم .
الواجب عليكم أن تقوموا على هذا المنكر ، وليس القيام بالثوارت والانقلابات ، كما قلنا إننا نطالبهم بالمناظرة ، وتشرف على هذا لجنة من حكومتنا وفقها الله سبحانه وتعالى ، وهذا هو الواجب عليها وإلا فإنه لا يزال الصراع بين أهل السنة وبين المبتدعة الصوفية ، فنحن بحمد الله قد قضينا على التشيع المبتدع الضال ، وقد قضى أمرهم والحمد لله ، واصبحوا في غاية من الخذلان ، بقي علينا إن شاء الله التصوف ، والتصوف أمره يسير ، ثم أيضاً شباب المدارس بحمد الله أصبحوا يعقلون ، يا شباب المدارس : نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يثني على اليمنيين ويدعو لهم : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " ، قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ، قال : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " ، قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ، قال : " اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا " ، قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ، قال : " منه الزلازل والفتن ، ومنه يطلع قرن الشيطان " .
نحن نطلب من الشيوعيين ، ومن البعثيين ، ومن الناصريين ، ومن أعداء الدعوة أن يأخذوا هذا الشريط ويوزعوه ، وطلب منهم هذا ، لأنهم يظنون أنهم سيحارشون بيننا وبين الشيعة ، ويحارشون بيننا وبين الصوفية ، هم ما يفعلون إلا دعاية للدعوة ، هؤلاء الشيوعيون والبعثيون والناصريون وغيرهم من أعداء الدعوة إذا جاءهم أو سمعوا شريطاً من أشرطتنا أو قرؤوا كتباً من كتبنا وزعوه من أجل أن يقوم رجال الدين ويتحاربون ، لالا .
أرْبعْ على نفسك أيها المخذول ، سواء أكنت ناصرياً أم بعثياً أم شيوعياً ، اعلم أننا لم نكون ىلة لك ، ولن نصطدم مع شيعي أو صوفي ، نحن نبين كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونتحدى المبطلين بالمناظرة ، والخير كثير قد انتشر ، والحمد لله رب العالمين .

سؤال : كيف يتم القضاء على الصوفية وأثرها السيء في اليمن ، وما هي الأسباب التي أثارت هذه الصوفية ؟
الجواب : يتم القضاء بنشر العلم النافع ، فإنك لا تجد طالب علم يقتنع بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا وهو يبغض الشيعة ويبغض الصوفية ، ويبغض الحزبية أين كانت .
فالجلوس بالمساجد المباركة للتعليم ، وإشعار الشباب أيضاً بمسؤليتهم أمام الله ، وإشعار إخواننا المسئولين جزاهم الله خيراً بمسئوليتهم أمام الله ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " [ المائدة : 2 ] .
أما الأسباب التي أثارت هذه الصوفية فهي الشيوعية والبعثية والناصرية ، لأنه كما قلنا : الشيعة آلة لكل طاعن في الإسلام ، أيضاً الصوفية آله لكل طاعن في الإسلام ، فهم ممكن أن يكونوا آلة ، وأن يكونوا جواسيس للشيوعية وللبعثية والناصرية ، ثم أيضاً هناك سياسات حمقاء ، سياسة الشيوعية ومن يسلك مسلكها ويقول : فرق تسد ، ويقول : نحن نضرب أهل السنة بالشيعة ، والشيعة باسم أهل السنة ، والصوفية بالسنة ، والسنة بالصوفية ، وهكذا أيضاً هذه الجماعات ، هذه سياسات حمقاء ، لكن ينبغي أن تيأس وأن تعلم : أن أهل السنة لن يكونوا آلة لها ، ومتى قد حققنا للشيوعية غرضاً من الأغراض ، بحمد الله لسنا آلة للشيوعية ولا للبعثية ولا للناصرية ، وقد أعطينا الشيوعية قسطها ، والبعثية - إن شاء الله - قسطها ، وستعطى ، وهكذا الناصرية .
دعوة أهل السنة لمحو الباطل أينما كان ، لأن الكتاب والسنة لا يجتمعان مع الخرافات ، لا يجتمع مع الحزبيات ، لا يجتمع مع الفوضويات ، لا يجتمع مع الميوعات .
فالحمد لله القضاء على الصوفية متيسر جداً بإشعار الشباب بالمسئولية ، نحن ندعو إخواننا الشباب إلى أن يتفقهوا في دين الله ، وأن يحرصوا كل الحرص على القيام بما أوجب الله عليهم من عبادته على الوجه المشروع ، ثم دعوة إلى الله ، وأمر بمعروف ، ونهي عن منكر .
هذا ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

--------------------
راجع كتاب : ( المصارعة ص 375 إلى ص 391 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف