ما هي الأمور في منهج أهل السنة التي يجوز الاختلاف فيها مع بقاء التناصح ، والأمور التي لا يجوز ، وهل يجوز الاختلاف في أمور العقيدة أو في أمور من العقيدة وفي أي المراجع نجد بسط هذا ؟

الزيارات:
2549 زائراً .
تاريخ إضافته:
29 رجب 1435هـ
نص السؤال:
ما هي الأمور في منهج أهل السنة التي يجوز الاختلاف فيها مع بقاء التناصح ، والأمور التي لا يجوز ، وهل يجوز الاختلاف في أمور العقيدة أو في أمور من العقيدة وفي أي المراجع نجد بسط هذا ؟
نص الإجابة:
الاختلاف ينقسم إلى أقسام : اختلاف تنوع ، كاختلاف التشهد في الصلاة ، واختلاف صيغ الصلاة على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ورفع اليدين أهي إلى المنكبين أم هي إلى فروع الأذنين وهذا كثير ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : لا ينكر اختلاف التنوع إلا جاهل .
واختلاف أفهام ، مثل هل القرء هو الطهر أو الحيض ، وقد ورد في اللغة هذا وهذا ، وكثير من المسائل يفهم فيها بعض العلماء فهماً وآخر يفهم فهماً من العلماء الراسخين الكبار الأفاضل ، فهذا يعتبر اختلاف أفهام كما حصل للصحابة رضي الله عنهم عند أن قال لهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريضة " ، فبعض الصحابة قال : المقصود هو المبادرة وصلى في الطريق ، وبعضهم أخرها إلى أن وصل بني قريضة ، فهذا اختلاف أفهام .
فمسألة اختلاف التنوع واختلاف الأفهام لا تنكر ، ومن أنكر على الآخر في مسألة اختلاف الأفهام فمعناه أنه يدعوه إلى تقليده .
والاختلاف الثالث : اختلاف تضاد ، وهو مخالفة دليل صحيح صريح بدون برهان ، تقول له : لبس الذهب محرم على الرجال ؟ ، يقول : هذا للخطبة ، أو تقول له : الانتخابات طاغوتية لأنها مساومة بالإسلام ؟ فيقول : نحن مضطرون إلى ذلك .
والواقع أنهم ليسوا بمضطرين إلى ذلك فقد توسعوا بالضرورة حتى لم يتركوا ضرورة .
فمخالفة الدليل الصحيح الصريح بدون تأويل هو الذي يعد اختلاف تضاد وهو الذي ينبغي أن ينكر على صاحبه .
والاختلاف في أمور من العقيدة لا يجوز ، لأن أمرها واضح ومن خالف في هذا وأساسياتها يعتبر مبتدعاً ، فتقول به : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [طة : 5] ، فيقول : هو في كل مكان ، فقد أخطأ في الفهم ويعتبر مبتدعاً ، كما قيل لبعض الأفاضل الذين هداهم الله على يدي شيخ الإسلام ابن تيمية وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يلقبه بجنيد عصره قيل له : ما تقول في سلفك الأشاعرة ؟ فقال : أقول إنهم مخطئون لا ينبغي أن يتبعوا على خطئهم ، وقد اختلف أهل السنة أنفسهم في بعض الأمور في مسألة النزول أينزل الله سبحانه وتعالى بذاته أم ينزل بالعرش ، لكن مثل هذا يعتبر من الفضول ، فنحن نؤمن بأنه ينزل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير ولا نقول كذا ولا نقول كذا .
وأما حديث : " إن الله خلق آدم على صورته " فهذا في الصحيح وفي خارج الصحيح : " على صورة الرحمن " فهذه ضعيفة ، ويقول ابن قتيبة : إنهم لم ينكروا الصورة إلا لأنهم لم يألفوها ، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أخبر أن الله في عرصات القيامة يأتي على صورته ، فالصحيح إثبات الصورة لله عز وجل .

-------------
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 51 - 52 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف