حكم الإنتماء إلى الجماعات الإسلامية ؟

الزيارات:
4302 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 ربيع الثاني 1435هـ
نص السؤال:
في بلادنا جماعات إسلامية فما حكم الإنتماء إلى الجماعات الإسلامية ؟
نص الإجابة:
الله سبحانه وتعالى سمانا مسلمين : " مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ " [ الحج : 78 ] ، فسمانا الله على لسان إبراهيم مسلمين : " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " [ فصلت : 33 ]، فالأسماء التي حدثت في عهد السلف ، ورضي بها السلف ، وأقرها السلف مثل : أهل السنة أو السلفيين - ويكون سلفياً على الحقيقة ، فلا يكون سلفياً ويدعو إلى الانتخابات ، فهذا ليس بسلفي بل هو فلسفي - ، أو من أهل الحديث - ويكون محدثاً ملتزماً بطريقة السلف ، وإلا فرب محدث وهو صوفي منحرف - ، فإذا كان من هذه الأسماء التي أقرها علماؤنا كما في ( عقيدة السلف ) للصابوني رحمه الله تعالى ، فإنه تارة يذكر أهل الحديث ، وأخرى يذكر السلفيين ، وأخرى يذكر أهل السنة ، وهو يعني شيئاً واحداً : المتمسكين بكتاب الله ، وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على فهم السلف الصالح .

وأما التسميات الجديدة فهي حزبيات مغلفة ، والإخوان المفلسون ، رحبوا في بلدنا بكل شر : تنسيق مع البعثيين ، ميثاق الشرف مع عشرة أحزاب ألا يكفر بعضهم بعضاً ، وألا يتكلم بعضهم في بعض ، ومظاهرات صدامية كأنهم أنعام سائبة في السكك : نفديك يا صدام بالروح والدم ، وبعد هذا مجلس النواب الطاغوتي ، والانتخابات والتصويتات الطاغوتية ، والجمعيات التي تحتها حزبية مغلفة لا يعرفها إلا البصير ، وستتضح الحقيقة ، وقد اتضحت .

فالواجب على المسلم أن يوالي كل مسلم : " ووَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ " [ التوبة : 71 ] ، " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " [ المائدة : 55 ] .
الولاء والبراء فتوالي أخاك المصري الذي تسمع عنه خيراً ، وإن كنت لا تعرفه ، وتوالي أخاك اليمني الذي تسمع عنه خيراً ، وإن كنت لا تعرفه ، وتوالي أخاك الأندونيسي الأعجمي ، الأبيض ، الأسود ، " الناس لآدم ، وآدم خلق من تراب ، إنما هما رجلان : مؤمن تقي ، أو فاجر شقي " كما ثبت هذا عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ويقول أيضاً : " أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ دعوها فإنها منتنة " .

فأصحاب ( جمعية الحكمة ) مستعدون أن يتساعدوا مع من كان منهم ، وأصحاب ( جمعية الإحسان ) أيضاً كذلك ، وهما أختان أبوهما واحد ، وأمهما واحدة .

نحن نعين أمريكا على أنفسنا بهذه التفرقة ، فإنها أضعفت قوانا وجعلتنا نشتغل بعضنا ببعض ، نعرات جاهلية يتبرأ منها الإسلام .

فالنسبة إلى كتاب الله ، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حتى نسبة قرآني لا نريدها ، لأنه وجد قرآنيون كفار يكفرون بسنة - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فنسبة السني كانت على عهد السلف الصالح كمحمد بن سيرين وابن عباس ، فمن بعدهما ما زال الناس يقولون : ذاك سني ، وذاك مبتدع ، وهكذا السلفي والحديثي .

أما هذه النسب : جماعة التبليغ التي تميت الجهاد في سبيل الله ، وأخرج معهم على البدعة ، وأما الجهاد فلا ، حتى أنهم منعوا أصحابهم أن يشاركوا في الجهاد الأفغاني وقالوا : ستمنعنا روسيا من الدخول إلى بلدها ، فهذه دعوات صوفية بلهاء ، وقد قال الإمام الشافعي : لو أن شخصاً تصوف في الضحى ما جاء آخر اليوم إلا وهو أبلة .

فعندنا كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وانظروا إلى آثار الحزبية في لبنان ، وإلى آثار الحزبية في أفغانستان ، وإلى آثار الحزبية في الجزائر ، وإلى آثار الحزبية في اليمن ، وإلى آثار الحزبية في مصر ، فكل جماعة تضرب الأخرى ، والحكومات وامريكا تقر أعينهم بهذا ، فلا يحتاجون إلى أن يواجهوا إلى الجماعات مدفعاً ولا رشاشاً بل جماعة تضرب أخرى .
والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " .
ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في ( الصحيحين ) من حديث النعمان بن بشير : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " .
ويقول أيضاً كما في ( الصحيحين ) من حديث أبي موسى : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " [ الحجرات : 10 ].

فهل حزب حق البردقان ، وحزب الإفساد ( الإصلاح ) هل يحب كل واحد منها الآخر ؟ فكل واحد منهما يخطف له من يصوت معه ، لو أن الحمير تصوت لأخذوها تصوت معهم ، فقد خرجوا بنسائهم يصوتن ويشاركن في الانتخابات ، ولم يستحيوا .

فهذه دسيسة أمريكية ، ودولارات امريكا هي التي فرقتنا ، وإلا فدين ربنا فلا ، فرب العزة يقول في كتابه الكريم : " إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " [ الأنبياء : 92 ] .
ويقول : " فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " [ المؤمنون : 53 ] ، فمسألة الحزبية قد تحزبن نساء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وانقسمن إلى حزبين ، فهجرهن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أجل هذا شهراً .

والحزبي ينبغي أن تعامله معاملة الحزبيين لأنه شق عصا المسلمين ، وأضعف قوى المسلمين ، وشتت شمل المسلمين ، تقول له : أنت مسلم وأنا مسلم ، نحكم كتاب الله في هذه القضية التي نختصم فيها ، يقول : هو حزب عالمي لا يستطيع الفرد أن يتصرف فيه .

فهم ليسوا عند تحكيم الكتاب والسنة ، كنا نقول للناس من زمان : إن الحزبيين ليسوا عند الكتاب والسنة ، وتلك الورقة التي قرئت عليكم وفيها : لو جاءكم الخضر وطلب منكم أن ترشحوه فلا ترشحوه لكن رشحوا فلان بن فلان ، فهل يقول هذا الكلام من يهمه أمر المسلمين بل يهمهم الكراسي : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى " .

فهل كان هم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن يلي أمر المسلمين ، وأن يكون إماماً لهم أم همه إظهار دين الله ؟ لا شك أن همه إظهار دين الله ، أكان هم أبي بكر كذلك أيضاً في زمن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ويقول : أنا أقرب من النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من أجل أن أكون الخليفة من بعده ، وهكذا عمر وعثمان وعلي بن أبي طالب ، بل همهم هو نصرة دين الله ، فقد أراد أبو بكر أن يستقيل فأبى الصحابة أن يقيلوه عندما كان خليفة .

وانظروا الآن إلى الجهاد الأفغاني القتال من أول الأمر كان من أجل نصرة دين الله ، ثم صار من أجل الكراسي ، ومن أجل الوزارات ، وسفك دماء المسلمين ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " .
وهؤلاء يوجهون المدفع والرشاش إلى إخوانهم حتى يضعفوا ويأخذوا الوزارات عليهم ( فحكمتيار ) سفك دماء المسلمين إلى أن صار رئيس الوزراء ، ثم هدأت القضية ، وهكذا ضحوا بجميل الرحمن رحمه الله تعالى من أجل أنه ينكر عليهم ما سيصنعونه ، فالحزبية تشتيت شمل وضعف للمسلمين والله المستعان .

--------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 2 / 19 إلى 23 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف