البيعة لهذه الجماعات تعتبر بيعة بدعية ، فالبيعة التي عرفت في زمن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - للنبي ، فقد كان يأخذ البيعة على أصحابه في السمع والطاعة ، ففي ( الصحيحين ) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمنشط والمكره ، وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان .
وفي ( الصحيحين ) عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم .
وربما أخذ البيعة على ألا يفروا ، وربما أخذها على الموت ، وربما أخذ البيعة على النساء ، وربما أخذ البيعة على بعضهم ألا يسأل الناس شيئاً ، وهكذا الصحابة بعده أبو بكر وعمر وعثمان .
والمسلمون الآن قلدوا أعداء الإسلام ، فنبذوا البيعة وعمدوا إلى التصويتات ، والانتخابات الطاغوتية تقليداً لأعداء الإسلام .
فإذا وجد أمير هنالك ( * ) وهم عازمون على جهاد امريكا ، ومن وقف في وجههم مع امريكا فلا بأس أن يدعو الناس إلى بيعته بشرط أن يكون من أول الأمر يريد نصرة دين الله ، فلا يقوم للجهاد من أجل أن يكون إماماً ، ونحن نتمنى أن نسمع في الصومال : أمير المؤمنين ونهاجر إليه ، فقد كنا نتمنى أن يحصل هذا في أفغانستان ، فإذا هم بصبغة الله مجددي : صوفي ، عميل لأمريكا ، عميل لإيران كل بلاء فيه ، وبعده رباني مثل هذه الحكومات ، وإلا فبعد تلك التضحيات والقتل والقتال كنا نتوقع أن نسمع بأمير المؤمنين .
فعُلم من هذا أن البيعة لا تجوز ، ولكن إذا كان رجلاً من أهل السنة وله شوكة قوية والتف الناس عليه فلا بأس لأن يدعو إلى البيعة وأن يبايعه الناس على كتاب الله وعلى سنة - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، أما كل جماعة تدعو إلى بيعتها فهذه الفرقة وهذا الفشل من أول الأمر : " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " .
وإذا لم يكن هناك جهاد قائم ويوجد جماعة متمسكة بالكتاب والسنة ، وتدعو إلى الكتاب والسنة وليس هناك إمام ، وتستطيع أن تدافع عن نفسها ، فهي تعتبر جماعة محتسبة ، فلا بأس أن ينصبوا واحداً منهم إلى أن يوجد إمام أهل لذلك ، ويسلم له الأمر .