من لم يكفر الكافر فهو كافر هل هذه القاعدة صحيحة

الزيارات:
3383 زائراً .
تاريخ إضافته:
25 رجب 1435هـ
نص السؤال:
من لم يكفر الكافر فهو كافر هل هذه القاعدة صحيحة ومن الكافر الذي إذا لك يكفره المسلم يعتبر كافراً ؟
نص الإجابة:
القاعدة ليست بصحيحة لأن تارك الصلاة قد اختلف فيه أهل العلم ، فالإمام أحمد وجمع من العلماء يرون أنه كافر ، وبقية الأئمة لا يرون أنه كافر ، فلم يقل الإمام أحمد : أنتم أيها القائلون بأنه ليس بكافر كفار ، لكن من لم يكفر الكافر فهو كافر إذا لك يكفر النصارى ولم يكفر اليهود ، ولم يكفر الشيوعيين الذين قد علم أنهم يعظمون ماركس ولينين بل ربما يعبدونهما ، ويقدحون في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وفي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، ويقولون : إن الدين أفيون الشعوب ، وينكرون المعاد إلى غير ذلك ، فمن لم يكفرهم فهو كافر .
وهكذا فقد نختلف أنا وأنت في مسالة الحاكم أحدنا يقول : إنه كافر ، والآخر يقول : إنه ليس بكافر ، فلا يقال : أنت كافر لأنك ما كفرت فلاناً ، فقد تكون المعلومات متفاوتة فربما يكون لدى الآخر معلومات عن الحاكم ليست لدى الآخر فذلك يحكم عليه بأنه مسلم ، لأنه ليس لديه معلومات كافية ، وذاك يحكم عليه بأنه كافر لأنه مطلع على أمور توجب كفره .

وعلى كلٍ فمسألة التكفير يجب على المسلم أن يبتعد عنها وأن يدعو إلى الله سبحانه وتعالى برفق ولين وهي مكيدة من قبل أعداء الإسلام ، فالحكومات ربما تفرح بمثل هذا حتى تبرر موقفها إذا ضربت الدعاة إلى الله وتقول : إنهم تكفير ، كما فعلت مصر بشكري فقد قامت جماعته بعد أن خرج من السجن والحكومة تعلم وتعرف ما هو عليه وجواسيسها يعرفون ما هو عليه ثم يهربون في الجبال ، وتتبعم الفتيات ويزوجون رجالهم بالفتيات ويقولون : إن أباك كافر ، والحكومة تعلم بهذا من أجل أن تبرر موقفها إذا فتكت بالجماعات ، حتى أرادت الفتك بها فإما أن تكون هي نفسها التي اغتالت الذهبي وألصقت التهمة بجماعة التكفير ، وإما أن يكون هم أنفسهم زين لهم ، فيمكن أن تدخل المباحث في أوساط الجماعة ، ويرسلون لحاهم ويقصرون الثوب ويبرمون العمامة حتى يوثق بهن وبعد أن يوثق بهم هم الذين يسيرون الجماعة .
فينبغي أن يعلم أن مسالة التكفير مما تقر به أعين الحكومات من أجل أن تفتك بالدعوات الإسلامية فأعداء الإسلام من أمريكيين ومن غيرهم يستثيرون زيستنفرون حكام المسلمين الذين هم أناب لهم في الفتك بالدعاة إلى الله وبالجماعات .
فيجب علينا أن ندعو إلى الله سبحانه وتعالى برفق ولين ، ولا يكون هذا الأمر سبباً للفرقة ، فأنت رأيت الحاكم كافر وأخوك لا يرى هذا لما تقدم من تفاوت المعلومات فلا يكون هذا سبباً للفرقة والاختلاف والتقاطع ، فقد أخبرت أن جماعة التكفير بمصر كانوا إذا دخل معهم الشخص ثم خرج ربما يغتالونه أو يقتحمون عليه بيته ويضربونه أو يقتلونه ، وصدق النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إذ يقول : " يقتلون أهل الإيمان ، ويتركون أهل الأوثان " ، وقد كانوا يقولون : نحن لا نقوم بمواجهة الحكومة ويعيبون على من يواجه الحكومة وينكر عليها ، فكانوا يقولون : نتركهم حتى يصطدموا الحكومات وأمريكا وغيرها ثم نثبت نحن على السلطة .
وقد انتشرت هذه الجماعة في باكستان في هذا الزمن الأخير بعد أن خملت بمصر وأصبحت لا قيمة لها ، وانتشرت كذلك في الجزائر ، وفي الكويت ، وفي السودان بعد أن كانت خاملة في عقر دارها مصر .
ومتى تزول هذه الجماعة ؟ إذا بقي العلماء في المساجد ويبينوا للناس أحكام هذه الجماعة ، ولا ينبغي أن تستثار عليهم الحكومات ، فالحكومات لا تعاملهم معاملة إسلامية بل تظلمهم فينبغي أن يقوم أهل العلم بالدعوة إلى الله والبيان ، وستذوب هذه الجماعة إن شاء الله كما ذابت في مصر وفي اليمن والله المستعان .

--------------
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 297 - 299 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف