كيف كان سلوك السلف الصالح وما أحسن ما ألف في ذلك ؟

الزيارات:
2502 زائراً .
تاريخ إضافته:
12 ذو القعدة 1435هـ
نص السؤال:
كيف كان سلوك السلف الصالح وما أحسن ما ألف في ذلك ؟
نص الإجابة:
سلوك السلف الصالح أنهم رضوان الله عليهم يسارعون إلى العمل بما نزل ، وما أكثر هذا حتى تقول عائشة رضي الله تعالى عنها لما نزلت أية الحجاب : رأيت نساء الأنصار كأن على رؤسهن الغربان . أي أصبحن متلفعات بمروطهن .
وهكذا أيضاً الصحابة رضوان الله عليهم يسارعون إلى العمل ؛ بل ربما يسارعون إلى سؤال الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وهكذا أيضاً في بذل الأموال ؛ يا رسول الله ! إن الله تعالى يقول : " لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ " وإن بيرحاء أحب إلي ، فقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أي حديقة على البئر - فقال : " بخ بخ ما من رابح إجعلها في الأقربين " .
وهكذا ماعز يقول : يا رسول الله أصبت حداً من حدود الله فأقمه عليّ ، والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يُعرض عنه حتى اعترف أربع مرات ، والمرأة الجهنية ويقال الغامدية تأتي وتقول : يا رسول الله إني حبلى من الزنا ، فيأمر رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وليها أن يحسن إليها حتى تضع ، ثم جاءت ، ويأمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن تبقى حتى يأكل ولدها الطعام ، ثم تأتي مرة ثالثة ، وبعد ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لعمر بعد أن صلى عليها وقد رُجمت يقول عمر : أتصلي عليها وهي زانية ! ، قال : " لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم " .
وذلك الضيف الذي أتى للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فلم يجد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ما يعطيه ، وكذا نساء النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فيأخذه رجل ؛ وعند أن قُدم الطعام أطفأوا المصباح ، وصاروا يرونه أنهم يأكلون معه ، وبعد ذلك أنزل الله سبحانه وتعالى : " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ " .
وقصة عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع قصتهم تدل على كرامة نفس في الطرفين ؛ في سعد بن الربيع قال : أريد أن أتنازل لك عن إحدى أو تختار إحدى نسائي وأتنازل لك عنها ، وعبدالرحمن بن عوف يقول : بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق ، فدله على السوق وربح وتزوج عبدالرحمن بن عوف وصار من أغنى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .
فهم كانوا حريصين بل مسابقين إلى العمل بالسنن .
عبدالله بن عمر لما قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " نعم الرجل أبو عبدالرحمن لو كان يقوم الليل " ، قال : فما ترك قيام الليل .
وهكذا أيضاً أبو بكر وعمر كانا بعدما أنزل الله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ " فكانا يناديانه كالسر . والله المستعان .
فالمهم أنهم كانوا يسارعون إلى العمل بالسنن ، ومنكرين على من تهاون . وهذا شيء كثير لو جمعه طالب علم لصار مجلداً صغيراً . والله المستعان .

السائل : وما أحسن ما كتب في سلوك السلف وفي أخلاقهم ؟

الشيخ : سلوك السلف الصالح وأخلاقهم منها كتب ابن أبي الدنيا على أنه رحمه الله تعالى حاطب ليل يذكر الأحاديث الصحيحة والضعيفة ، والقصص الصحيحة والضعيفة ، ولكن يمكن أن تؤخذ من الكتاب كتاب الرقائق في < صحيح البخاري > ، وهكذا من كتب الرقاق من غير < صحيح البخاري > . والله المستعان .

-------------
من شريط : ( القول النقي في معنى سلفي ) .

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف