هل يعتكف المسلم في طلب العلم فقط وماذا يفعل في أمر الجهاد ونغير المنكر باليد وما الموقف من الحاكم الذي لا يحكم بكتاب الله ؟

الزيارات:
3217 زائراً .
تاريخ إضافته:
16 صفر 1433هـ
نص السؤال:
هل يعتكف المسلم في طلب العلم فقط وماذا يفعل في أمر الجهاد ونغير المنكر باليد وما الموقف من الحاكم الذي لا يحكم بكتاب الله ؟
نص الإجابة:
لا ينبغي أن يعكف على طلب العلم والناس محتاجون إلى جهاد ، لكن الواجب عليه أن يجمع بين الجهاد وأن يجمع بين طلب العلم ، وإن أراد المجتمع أو الحاكم أن يُخصص أناساً يدرسون العلم وأناس يجاهدون فهذا أمر حسن ، فأبو هريرة يعتبر حافظ الصحابة ، وخالد بن الوليد هو سيف الله المسلول على أعداءه كما لقبه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بسيف الله ، خالد بن الوليد لعله لم يحفظ إلا نحو خمسة أحاديث أو أقل من هذا ، وأبو هريرة يحفظ زيادة على خمسة آلآف حديث .
فلو تخصص أناسٌ لطلب العلم ، وأناسٌ للمواجهة ؛ على أنه يجب على المسلم أن يجمع بين هذا وهذا ، إذا جاء وقت الجهاد يُجاهد ويطلب العلم حتى قال بعضهم في قول الله عز وجل : " فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " أن المراد به نفروا مع رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - للغزو لأنهم يتفقهون في هذا ، فنجمع بين هذا وهذا .
ولكن لا ينبغي أن يُخذل عن طلب العلم ، يجمع بين هذا وهذا ، فالمسلمون محتاجون إلى علماء ، إخواني في الله إذا كنّا جاهلين وأاردنا أن نجاهد انظروا ماذا يعمل القبائل وماذا يعمل الجيش الجاهل ربما يصل إلى بلدة وتستسلم البلدة وما يردون وقد وقع هذا وما يدري أهل البلدة إلا والحريق في البيوت فيستنكف أهل البلدة ثم يرجعون في معركة مع ذلك الجيش الجاهل أو مع أولئك القبائل الجاهلين ، فنحن محتاجون إلى أن نتعلم ، ومحتاجون أن يسير جهادنا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - .

والموقف من الحاكم الذي لا يحكم بكتاب الله ، ينظر ينبغي أن يذهب إليه أهل العلم ويقولون له : أنت لا تحكم بكتاب الله ولا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ويبينون له ، فإن كان الحاكم مكرهاً - ولا يتأتى أن يكون مكرهاً - ، أو كان الحاكم جاهلاً ، أو كان الحاكم يريد أن يحكم وقتاً ثم بعد ذلك يحكم من أجل أن يمشي مع الناس وبعد أيام يحكم بكتاب الله إذا تمكن من هذا ، إذا كان في هذه الثلاثة الأمور لا نستطيع أن نكفره ، لكنه يعتبر مخطئاً حتى لو أدى إلى تنازله خيرٌ له من أن يحكم بالقوانين .
أما إذا ذهب إليه أهل العلم وأخبروه بهذا ثم أبى إلا أن يحكم بالطاغوت فهو يعتبر كافراً " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " .
لكن مسألة التكفير إخواني في الله ينبغي للمسلم أن يتباعد عنها ما استطاع ، النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من قال لأخيه : يا كافر ؛ فإن كان كما قال وإلا رجع عليه " ، هكذا يقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ويجب علينا أيضاً أن نهتم بإصلاح الأفراد إذا صلح الأفراد فسيصلح الحكام والله المستعان .

---------------
من شريط : ( ندون صنعاء )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف