ما حكم الإسلام في المبيت عند غير المحارم ؟

الزيارات:
5316 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
ماحكم الإسلام في المبيت عند غير المحارم ؟
نص الإجابة:
أمّا إذا كانت مع مجموعة نساء وليس هناك خلوة ولا إختلاط وتأمن الفتنة فلا بأس بهذا إن شاء الله ، وامّا أن تبيت في بيت فيه رجال وهي امرأة وحدها أو نساء وربّما يخشى الفتنة فلا ، لأنّ النبيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – يقول : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " ويقول النبيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – :" ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " ، ويقول النبيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم –: " إيّاكم والدخول على النّساء" فقيل يا رسول الله : أفرأيت الحمو ؟ قال : " الحمو الموت ".
هذا إذا كانت ذاهبة زائرة لقريبة لها أو غير ذلك . أمّا المبيت في الجامعات وهي غربية و هناك رجال أيضا فإنّه يخشى من الفتنة . أنتِ لست آمنة على نفسك من الفتنة فإنّك لست بمعصومة ، الرّجل ليس آمنا على نفسه أيا كان منّا فإنّه ليس بمعصوم قد تقدّمت الآية الكريمة : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " [الأحزاب:53] ، وقلوبنا أيضا ليست بأيدينا فينبغي أن نبتعد عن أسباب الفتنة ، فالنبيّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم – يقول : " من سمع بالدّجال فلينأ عنه " معنى الحديث يبتعد لأنّه يُخشى أو يَخشى أن يفتنه الدّجال.
فعلينا أن نبتعد من الجلوس مع النّساء ، وعلى المرأة أن تبتعد من الجلوس مع الرّجال حتّى ولو لم تفتتن هي ربّما تفتن غيرها.
فهكذا الله سبحانه وتعالى أخبر بأنّ : " ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " [الأحزاب:53] ، ثمّ أيضا النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – يقول كما تقدّم :" المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" وربما تحصل الفتنة كما يقول الشاعر :

كل الحوادث مبدؤها من النظر**** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها**** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
أسر مقلته ما ضر مهجته****لا مرحبا بسرور جاء بالضرر


ويقول آخر مبيّنا أنّ الرجل ولو كان صالحا فيخشى عليه من فتنة النّساء يقول:

قل للمليحة في الخمار الأسود **** ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه **** حتى عرضت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه **** لا تقتليه بحق رب محمد .

ويقول الشاعر أيضا:

لا يأمنن على النساء أخٌ أخا *** ما في الرجال على النساء أمين
إن الأمين وإن تحرز مرة *** لا بد أن في نظرة سيخون

وما رفع الله شأن يوسف عليه السّلام إلّا لأنّه حجز نفسه بإذن الله سبحانه وتعالى عن أمر عظيم ، وهكذا أيضا أحد الثلاثة كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر وفي مسند أحمد ومعجم الطبراني والدعاء للطبراني أيضا من حديث أنس ومن حديث النّعمان بن بشير أحد الثلاثة الذين فرجت الصخرة عنهم ودعا بأرجى عمله فأحدهم يقول : اللّهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم ، وكنت أحبها كأشد مايحب الرجال النساء ، وإني راوتها عن نفسها فامتنعت فألمت بها سنة وأعطيتها كذا وكذا ثمّ قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه . قال : اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه.
الأمر خطير . فالواجب على الرّجل أن يبتعد حتّى من مخاطبة النّساء ، ومكالمة النّساء ، وهكذا أيضا المرأة الواجب عليها أن تبتعد من الرّجل ، فإنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم ، ولا فينا أحد يستطيع أن يقول إنّني معصوم والله المستعان.

---------------
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 474 - 475 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف