هل المسلم ملزم بإتباع مذهب معين نرجو التوضيح مع الدليل ؟

الزيارات:
10203 زائراً .
تاريخ إضافته:
17 صفر 1433هـ
نص السؤال:
هل المسلم ملزم بإتباع مذهب معين نرجو التوضيح مع الدليل ؟
نص الإجابة:
المسلم ليس ملزما باتّباع مذهب معيّن ، بل اتّباع مذهب معيّن يعتبر بدعة ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ " [الأعراف:3] ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " [النّساء:59] ، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ " [الشورى:10] ، وإنّي أحمد الله فقد أصبح الشّباب لا يلتفت إلّا إلى الكتاب والسّنّة ، ونحمد الله سبحانه وتعالى إذ تيسّر لنا الجوّ ، فقد مضى زمن لا يستطيع أحد أن يقول إنّه ليس متمسّكا بمذهب ، وهذه المذاهب أثارت الفتن والبغضاء بين المسلمين إذا قرأت في (البداية والنّهاية) تجد الخصومات بين الحنابلة والشّافعيّة ، بين الحنابلة والحنفيّة ، بين الشّافعيّة والحنفيّة إلى غير ذلكم من الخصومات ، والقتل والقتال الذي حصل بسبب التّمذهب .
الله سبحانه وتعالى يقول : " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " [الحشر:7] ، أمّا هم انتهى بأحدهم أن يقول وهو الصّاوي ذكر عند تفسير قول الله عزّ وجلّ " وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً*إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ " [الكهف:23-24] بعد أن ذكر قول ابن عبّاس أنّه يجوز الإستثناء ، ولو إلى سنة قال : ولا يجوز يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو إلى ظاهر آية أو حديث والأخذ بظاهر القرآن أو الحديث أصل من أصول الكفر .
كلامك هو الذّي أصل من أصول الكفر أيّها الصوفي المخرف ، كلامك هو الذي أصل من أصول الكفر لأنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه الكريم : " اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ " [الأعراف:3] ، ويقول سبحانه وتعالى : " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " . [الأنعام:153] ثمّ بعد هذا أيضا ابن علال في شرحه (دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين) يقول في شرحه لحديث "عليكم بسنّتي ، وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين عضّوا عليها بالنّواجذ" قال : هذا قبل أن تأسس المذاهب الأربعة ، أمّا بعد أن أسست فلا يجوز لأنّها أكمل .

ثمّ بعد ذلك أنا أخبركم أنّ النّاس الآن ليسوا بشافعيّة ولا حنابلة إلّا النّادر النّادر . جاء رجل يستفتي أبا الشمس إمام الحرم وهو حالق اللّحية فجاء يستفتيه فقال له : يا مولانا أنا شافعي أريد تفتيني قال : لا ما أنت شافعي . قال : يا مولانا أنا شافعي ، ويقسم له بالله أنّه شافعي ويقول له: لا ما أنت شافعي ، ثمّ بعد ذلك قال : الشافعي ما كان يحلق لحيته وأنت تحلق لحيتك .
فالنّاس يا إخوان ما هم بعد شافعيّة ولا مالكيّة ولا حنابلة ، قد أصبحوا بعد أمريكا وروسيا " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه " ، قد أصبحوا مقلّدين لأعداء الإسلام.
أمّا التقليد يا إخوان فقد جرّ للنّاس بلاء كبيرا كيف ذاك ؟ ترك النّاس الصحابة ثمّ أخذوا بأقوال الأئمّة الأربعة ، وبعد ذلك أخذوا بأقوال أتباع الأئمّة الاربعة ، ثمّ بعد ذلك أخذوا بأقوال أتباع الأتباع الأتباع .
فمثلا عندنا نحن أنفسنا ( متن الأزهار ) للإمام المهدي لعلّه من أهل القرن السادس أو نحو ذلك أو من القرن السابع ، ثمّ بعد ذلك عند الحنابلة (زاد المستقنع) متى ألّف ؟ ما الّف الإمام أحمد (زاد المستقنع) ، وهكذا عند الشافعيّة ( أبو شجاع ) ، الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - : " خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه " ، ويقول –صلّى الله عليه وسلّم- : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ". ويرغّب أصحابه في قراءة القرآن وفي حفظ القرآن ويقول أيضا : " نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فحفظها وأداها كما سمعها" .
وأصحاب المذاهب يدندنون فصل وشروط الوضوء كذا وكذا ، وفروض الوضوء كذا وكذا ، إقرأ يا أخي حديث المسيء صلاته في شأن أركان الصلاة ، وهكذا أيضا في الوضوء احفظ حديث عثمان وعبد الله بن زيد ألى غير ذلكم.
ولا ينبغي أن يفهم أحد أنّنا نحرّم القراءة في كتب الفقهاء ، نحن نقول إنّ كتب الفقهاء تشترى وتبقى بالدرج إذا احتاج شخص مراجعة مسألة أمر مهمّ فلا بأس أن ينظر ماذا قالوا فيها ، ويستعين بالله سبحانه وتعالى ثمّ بأفهامهم ، نحن لسنا نقول أيضا إنّنا رجال وهم رجال ، نحن نقول أيضا وإن كنّا رجالا وهم رجال لكن الفرق بيننا وبين الشّافعي وبيننا وبين أحمد بن حنبل وبيننا وبين مالك كما بين السّماء و الأرض ، فينبغي أن نعرف قدرنا.
لكن أنا أقول ليس هناك آية قرآنيّة يا أيّها الذين آمنوا كونوا حنايلة، يا أيّها الذين آمنوا كونوا شافعيّة ، يا أيّها الذين آمنوا كونوا مالكيّة . ولست أقول أيضا كما قال القائل وهو عبد الله بن محمد بن اسماعيل الهروي :

أنا حنبليّ ما حييت وإن أمت ********فوصّتي للنّاس أن يتحنبلوا

أنا أوصي النّاس بكتاب الله وبسنّة رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - ، ولا كما قال محمد بن إبراهيم البوشنجي إذ يقول :
ومن شعب الإيمان حب ابن شافع ******وفرض أكيد حبه لا تطوع
أنا شافعي ما حييت وإن أمت ***** فتوصيتي للناس أن يتشفعوا

ما نقول هذا أيضا ، ولا نقول : لولا مالك لكان الدين هالك .
نقول الله حافظ لدينه، نحن نقول أيضا أنّ أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى والإمام الشافعي والإمام مالك وغيره من ألأئمة ليسوا أركان من أركان الدين يعني هم أئمّة يقتدى بهم ، وخصوصا الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام مالك جزاهم الله عن الإسلام خيرا ، ولا نستغني عن كتبهم لكن ما نقلّد ما نقلّد .
الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب كما في رسالة صغيرة وهي في كتب في الجامع الفريد يقول : إنّ التقليد أصل من أصل الكفر ، واستدلّ بقوله عزّ و جلّ حاكيا عن المشركين : " إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ " [الرخرف:23] ، يقول في شأن أهل الكتاب : " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ " [التوبة:31] .

فنحن نقتدي بكتاب الله ونحرص على تعلّم كتاب الله وسنّة رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - .
أمّا المذهب الزّيدي فمبنيّ على الهيام فليبلّغ الشاهد الغائب ، فليبلّغ الشاهد الغائب ولست أنا الذي أقوله بل إسحاق بن المتوكّل وهو من تلاميذ محمد بن اسماعيل الأمير يقول:

أيـهـا الأعلام من سـادتنـا ***** ومصابـيـح ديــاجـي المشكـل
خبرونـا هل لنا مـن مـذهـب ***** يقتفى في القول أو في العمـل
أم تـركـنا هملاً نـرعى بــلا ***** ســائــم نـقـفوه نهج السبل
فإذا قـلـنـا ليحيى قيل لا ***** ههـنـا النص لزيد بن عـلـي
وإذا قـلـنـا لـزيد قيل لا *****إن يحيى قــولـه الـنص الجلـي
قرروا المـذهب قـولاً خـارجاً ***** عـن نـصـوص الآل فـابحث وسـل
ثم من نـاظـر أو جــادل أو *****رام كشفـاً لَـقَـذَى لم يـنـجـل
قـدحـوا في ديـنـه واتخـذوا ***** عـرضه مـرمى سـهـام المـنصل

فأنا أنصح كلّ طالب علم أن يقبل على كتاب الله وسنّة رسوله-صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - .

-------------
من شريط : ( أسئلة وأجوبة 2 )

تصنيف الفتاوى

تفريع التصنيف | ضم التصنيف